@abdullaghannam
في محرقة غزة المستمرة منذ أكثر من شهر تتوالى علينا الـكثير من الـدروس والـعبر، أهمها صمود اهل غزة أمام الـبربرية والـوحشية من قبل الجيش الإسرائيلي المحتل.
- ومن تلك الدروس أن مواقع التواصل الاجتماعي استطاعت أن تنقل لنا ما يحاول الإعلام الـغربي الـرسمي الإمبريالـي إخفائه أو تظلـيلـه بلـي عنق الحقائق. والأغرب أن بعضا منهم ما زالـت تخرج من أفواه نبرة التعالي والفوقية. وأضف إلـى ذلـك، أن هـناك تباين واضح في التعامل مع القضايا الإنسانية بين شعب إلـى آخر.
وتلك الحقائق والمآسي تتكرر في كل حين، ونظل نعلق الأمل على أن ديمقراطيتهم التي يزعمون سوف تنصف المظلـوم، وتضرب علـى يد الـظالـم، ولـكن هيهات فالحقوق الإنسانية الـعربية والإسلامية هـي عندهم أقل شأن من ذلـك، بل هـي حتى لم تصل إلى مستوى عدالة (حلف الفضول) في العصر الجاهلي!!
- وفي المقابل، أظهر شعب غزة صمودا أذهل العالم، وصار الـناس ينظرون إلـيهم ما بين مستغرب ومتسائل عن سر هذا الصمود النفسي والمعنوي أمام هذه الآلـة الـوحشية من قبل المحتل الـذي يعتقد يقينا أنه
أفضل منهم عرقا ودينا وفكرا!،
وأن المحتلـين والمستوطنين اليهود أعلى من غيرهم منزلة في التسلسل الهرمي البشري؟!
إنهم ينطلـقون ويؤمنون بايدلوجية محرفة ومتعجرفة!
كلما رأينا تلك الصور المؤلمة للأطفال وهم جثث وأشلاء في الـطرقات نظل نتساءل كيف للمجتمع الـدولـي والـغرب أن يتحدثوا عن الإنسانية بعد الـيوم؟! والمشكلة أنهم لسنوات وعقود يتحدثون عن حقوق الإنسان! و ينعقون بمبادئ وحقوق الإنسانية في مختلف المجالس الـدولـية، وفي متخلف المؤتمرات العالمية، والأسوأ أنهم كانوا ولا زالـوا ينتقدوا أوطان الـعربية بمثل هـذه الـقضايا والمسائل؟ وها هـم الـيوم يرون بأم أعينهم أن حقوق الإنسان تطحن تحت الدبابات، وتقصف بالـطائرات من قبل المحتل (المنهزم معنويا) لـيلا ونهارا، وسرا وعلانية أمام أعيان الـبشرية أجمعين، لأن وسائل التواصل الاجتماعي (النزيهة منها) هـي الـتي تنقل لـنا الـصورة الحقيقة لما يحدث في غزة من إبادة صريحة وواضحة حتى أصبح نطالـب بدخول المساعدات الإنسانية والطبية للقطاع من أجل إنقاذ ما تبقى من الإنسانية. - كنا نستمع لـلـتاريخ وهو يحدثنا عما يسمى (الإبادة الجماعية) ونحن ما بين مصدق ومكذب، وآخرون يظنونها مبالغات وتهويل، والبعض يراها تزييف للأرقام والحقائق، ولكن الـواقع أن الـقصف الـعشوائي لـلـمباني، والـتدمير لأحياء كاملة بمن فيها (حتى أصبحت أثرا بعد عين) يدل علـى أن العكس هو الصحيح، وأن الأرقام عن القتلى من الأطفال والنساء والشيوخ هو أكثر من المعلن! هي إبادة إنسانية في عصر الحديث الـذي يزعمون فيه أن الإنسان يأتي أولا.
- من الدروس التي سيذكرها الـعالـم طويلا أن الـصبر والـعقيدة هـما المرتكز الـذي لا يمكن أن يعيش الإنسان بدونه، فالعالم كله يشاهد وهو مذهول كيف لـشعب أعزل يعيش منذ سنوات في سجن كبير يفتقد لأدنى المقومات الأساسية لـلـحياة أن يصمد طوال هذه المدة، ويتحمل الـقصف العشوائي والعبثي الغير مبرر لا أخلاقيا ولا إنسانيا.
- الحقيقة الـواضحة أن النظرة الدونية المتغطرسة لدى الـغرب تجاه الـشعوب الأخرى منذ حقبة الاستعمار ما زالـت هي هـي لـم تتغير، ولـكنها في زمننا لبست لباساً مختلفا؟!