يتغنون بهم، ويرون في زحف رجالهم ونسائهم وأطفالهم المعنى الحقيقي للرقي في العشق، لكنهم لا يعلمون شيئا عن " جنون عشقهم "، فالقريب منهم يعلم بأن سيهات لم تعرف النوم أبدا منذ مساء الأمس، ترقبا لمعشوقتهم، تلك التي طالما أشعلت قناديل الفرح في أروقة المدينة الحالمة.
" قبضة الدانة "، عنوان السحر في الخليج، تغيب فيزداد عشق المجانين لها، وحينما تحضر فإن كل رسومات الفرح تتلون بألوانها، مؤكدة بأنها الماضي والحاضر، والمدرسة التي طالما كانت عنوانا لـ " الذهب ".
ليلة تاريخية ينتظرها أبناء سيهات، فا اصطياد الحلم الآسيوي بات قريبا، والأفراح في طريقها إليهم عبر الأراضي الكويتية، لكن الرغبة والعزيمة والاصرار، يجب أن تكون حاضرة هنالك في صالة الشيخ سعد العبدالله من أجل كتابة اخر فصول رواية " الخليج وآسيا ".
الثقة الخلجاوية في معركة الخبرة العرباوية
عادة ما تلعب المواجهات النهائية بكفة متساوية لكلا الفريقين، حيث يمتلك كل فريق حظوظا للفوز بنسبة (50)% الثقة تبدو في أعلى مستوياتها لدى كافة لاعبي الخليج، بالنظر لتخطيه (4) فرق مرشحة للقب في الطريق للمواجهة الختامية، وهي: الغرافة القطري، النجمة البحريني، الكويت الكويتي، والقادسية الكويتي.
يمتاز العربي القطري بامتلاكه لكوكبة من النجوم أصحاب المستوى العالي، كما أنه يحظى بخط خلفي قوي جدا بتواجد النجم القطري كابوتي، ولاعب في مركز الدائرة من الطراز الرفيع بحضور صاحب الخبرة الكبيرة باسل الريس.
" الدفاع "، هو سلاح الخليج الأول للفوز في المباراة، ويجب على دفاع أبناء سيهات التماسك وعدم الاندفاع مع الحذر من التعرض للايقاف المؤقت لمدة دقيقتين، والذي يتسبب في ارهاق الفريق الخلجاوي خلال الكثير من الأوقات.
يتطب من مدرب الخليج اليوناني ديمتروس البدء بالطريقة الدفاعية (6 – 0) المحكمة، لعدم اعطاء الخط الخلفي للعربي القطري الحرية في التسديد من داخل الـ (9) أمتار، وقطع التمريرات بين الخط الخلفي ولاعب الدائرة باسل الريس صاحب القوة البدنية المميزة، إضافة للضغط على أطراف العربي المميزة في التسجيل.
" الفاست بريك "، هو الأخر احد أهم مفاتيح الحصول على اللقب القاري، بالنظر للأطراف المميزة التي يمتلكها الخليج أمثال: عبد الله الحليلي، محمد المسكين، علي المسكين، وحسن التريكي، لكن يبقى تفعيله بالشكل الصحيح انطلاقا من الحارس محمد عبد رب الحسين المميز جدا في عملية الفاست بريك، هو الأهم.
هجوميا، يجب أن يكون الهدوء والتركيز حاضرا لذى لاعبو الخليج، مع ضرورة اعطاء كل كرة أهميتها، فالتريث في الهجوم وعدم الاستعجال في التسجيل، هو ما يجب أن يكون حاضرا في مثل هذه المواجهات الختامية.
يجب على حسين الصياد ورفاقه اللعب بتركيز عالي أمام المرمى، وتنفيذ التقاطعات بشكل سريع لإرهاق دفاع العربي الذي يملك لاعبين طوال القامة، مما سيتعبهم ويشكل الفجوات المناسبة من أجل الاختراق.
التسديد من الخارج هو مطلب خلجاوي، من أجل فك تكتل دفاع العربي القطري، ومن ثم فتح الثغرات للاعب الدائرة يوسف بن علي.
تفعيل الأطراف في الفريق الخلجاوي يجب أن يكون منذ البداية، فهم سلاح مهم وقوي، وقد شاهد الجميع كيف نجح الجناح عبد الله الحليلي في استغلال كافة الفرص المتحصل عليها وتسجيلهم بنسبة بلغت (100)%.
تبقى حراسة الخليج بوجود محمد عبد رب الحسين وحسين المحسن مصدر قوة، وصاحبة كلمة الحسم خلال المواجهة الختامية.
أبرز مفاتيح الانتصار لـ " قبضة الخليج ": الدفاع المحكم، عدم الاستعجال، استغلال الفرص أمام المرمى، وتفعيل الفاست بريك، جمهور الخليج.
" كوباياشي " .. نجم خلف الأضواء
لا يمكن للانجازات أن تحضر عبر اجتهادات فردية، فدائما هي بحاجة إلى مجموعة عمل متفانية، تخطط وتنفذ وتقاتل من أجل النجاح، في الوقت الذي يخطف فيه البعض الأضواء ويغيب اخرون عنه.
وفي ظل النجاحات المميزة لـ " القبضة الخلجاوية "، التي باتت على مقربة من تحقيق الحلم الآسيوي، يتناسى الكثيرون المجهودات الكبيرة التي يقوم بها الياباني يويا كوباياشي، حيث يكرس محلل الأداء الكثير من وقته في دراسة طرق لعب الفريق المقابل ومصادر القوة والضعف لديه، إضافة لمتابعة كل صغيرة وكبيرة فيما يتعلق بالأداء الفني للفريق الخلجاوي، رغبة في التحسين والتقويم المستمر.
الخليج .. والبحث عن اللقب التاريخي
يبحث الخليج عن تحقيق انجاز تاريخي عبر احرازه لقب البطولة الآسيوية للأندية أبطال الدوري لكرة اليد للمرة الأولى في تاريخه، حيث سبق للفريق الخلجاوي أن شارك في أكثر من مناسبة دون أن يحالفه الحظ بالوصول للمواجهة النهائية.
ويتأمل عشاق الدانة بأن يكون الخليج هو الفريق السعودي الرابع الذي ينجح في احراز اللقب القاري، حيث سبق للأهلي تحقيق اللقب في العام (2009)م، وأعقبه مضر في العام (2011)، ليختتم النور البطولات السعودية بتحقيقه اللقب في العام (2016)م.
