شهد سعر معدن الليثيوم المستخدم في بطاريات السيارات الكهربائية تراجعاً كبيراً خلال الأشهر الـ12 الماضية وذلك تحت وطأة عدد من المستجدات التي يشهدها السوق العالمي، ويعزى هذا الضغط الهبوطي إلى تخمة العرض في الأسواق الآسيوية إضافة إلى تباطؤ معدل التبني العالمي للسيارات الكهربائية بشكل ملحوظ وسط ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية التي لها تأثير لا يمكن إنكاره على الأسواق العالمية حتى في الصين، وفق ما ذكرت منصة أويل برايس الأمريكية.
انخفاض مستمر في سعر الليثيوم
منذ نوفمبر 2022، انخفض متوسط سعر كربونات الليثيوم المستخدمة في البطاريات في الصين من 84500 دولار للطن المتري إلى 18630 دولارًا أو حوالي 78٪ من الانخفاض.
يأتي ذلك وفقًا لتوقعات شركة الاستشارات الصناعية"بينشمارك مينرال انتيليجنس" الأمريكية المعنية بالأسواق.
وتوقعت شركة "بينشمارك مينرال انتيليجنس" :"إن سوق الليثيوم العالمي لن يستعيد توازنه ويعود من حالة العجز التي يمر بها حتى أعوام مقبلة حتى عام 2028".
من جانبها، قامت شركات جنرال "موتورز" و"هوندا" و"إل جي إنريجي سولوشنز" وغيرها من الشركات المصنعة للسيارات والبطاريات الكهربائية الأخرى، بإلغاء خطط التوسع في السيارات الكهربائية في الأشهر الأخيرة مقابل الصناعة التقليدية للسيارات ذات المحركات التقليدية.
كبح الطلب على السيارات الكهربائية
وقالت أويل برايس أن ذلك يرجع أساسًا إلى أن ارتفاع أسعار الفائدة يؤدي إلى كبح الطلب على السيارات الكهربائية، وقد أدى هذا إلى وجود وفرة في المعروض العالمي من معادن البطاريات المتمثلة في جزء منها في الليثيوم، ما أدى بالطبع إلى انخفاض في قيمته.
وقال المعلق لدى شبكة من بلومبيرج إن إي إف، آلان راي ريستورو: "مع نمو إمدادات الليثيوم بشكل أكبر في العام المقبل من المرجح أن نشهد انخفاضًا أكبر في الأسعار، مضيفًا: بأنه "على جانب الطلب أدت بعض الاختلافات الإقليمية في مبيعات السيارات الكهربائية إلى انخفاض المعنويات في مستويات الصناعة".
ذوبان فقاعة الطاقة الخضراء
وقد ألقت شركة التعدين التشيلية "إس كيو إم" والتي تعد ثاني أكبر منتج للليثيوم في العالم مؤخرًا باللوم في انخفاض أسعار الليثيوم على المخزون الزائد من المعدن خاصة في آسيا مشيرة بذلك إلى الصين. كما يأتي انخفاض الأسعار مع ذوبان فقاعة الطاقة "الخضراء" مع تخلي أكبر مطور لمزارع الرياح البحرية في العالم "أوريستد" عن مشاريع أمريكية وانهيار مخزونات الطاقة الشمسية بسبب انخفاض الطلب.
