اختتم مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، معرض الكتاب للأطفال بنسخته الثالثة والذي استمر على مدى 5 أيام، بحضور 27 ألف زائر، وبمشاركة 19 دار نشر محلية وعالمية مميزة تختص بالأطفال واليافعين، فيما كانت دولة فرنسا ضيف شرف المعرض بهدف الاطلاع على الثقافة الفرنسية في مجال أدب الأطفال.
وجاء المعرض ضمن باقة متنوعة من الأنشطة والبرامج التفاعلية الخاصة بالأطفال التي أطلقها المركز بواقع 25 فعالية وبرنامجًا ثقافيًا تحت عنوان (أيام الصغار في إثراء)، استمرت على مدى 13 يومًا في مقر المركز بالظهران، بحضور تجاوز 40 ألف زائر، حيث احتفى عُشاق القراءة الصغار بحصيلة المنتجات من كتب وقصص طيلة أيام المعرض، فيما كشف مختصين في أدب الطفل خلال زياراتهم إلى أركان المعرض، العلاقة التي تربط بين أدب الطفل وتنشئته القرائية القائمة على المعرفة التفاعلية، إذ اتجهت أنظار الجمهور على ما تحويه دور النشر المشاركة من قصص تصدر لأول مرة حيث وجدوا ضالتهم بين رفوفها بحسب تعبير العديد منهم.
إثراء المحتوى النوعي للطفل
وأوضحت المختصة في أدب الطفل الدكتورة إيمان اليافعي خلال زيارتها للمعرض، بأن هناك العديد من الفعاليات والمعارض المخصصة للطفل، إلا أن الاختلاف يبدو جليًا في معرض الكتاب للأطفال في إثراء من حيث المحتوى النوعي وانتقاء دور النشر دون عشوائية، موضحة "خلال تصفحي لمحتويات الدور استوقفني العديد من القصص الذي تختلف بصورها ومحتواها، حيث تعمّدت للتركيز على اللغة البصرية مع محتوى هادف ومختصر، وهذا يؤكد على انتقاء قصص تحاكي الواقع وتشبه القراءة الإلكترونية، أعتقد أن ذلك يسد فجوة ويقلل من التوجه الإلكتروني للطفل".
فيما أبانت الأخصائية في تربية الطفل نورة الأحمدي بأن المعرض يُحاكي الطفل بطريقة جاذبة، وتقول: "على رفوف المكتبات وبداخلها أقسام مخصصة للطفل، ولدينا كم هائل من ذلك، بيد أن معرض إثراء استهدف الطفل بطريقة لافتة من خلال وجود قصص تصدر لأول مرة كسلسلة قصص "دينو" وهي مخصصة للصغار جدًا، وقصة "القلق المقلق" وغيرها من محاصيل قرائية معرفية لاقت استحسانًا من قبل الجمهور .
قصص بحسب الأعمار
كما وشهدت أركان المعرض الذي تنوعت بين قصص وحكايات موزعة بحسب الأعمار حضور من كافة شرائح المجتمع، وحول ذلك تقول فوزية أحمد (إحدى المشرفات على دار نشر) بأن المعرض يُحاكي عقلية الطفل بنظرة عميقة، حيث تم اختيار المجموعات القصصية بعناية تتماشى مع المتغيرات التقنية التي تصب بالهوية البصرية لكل قصة، فالأحداث المتسلسلة للقصة يمكن للطفل التعمق بها عبر لغة بصرية مع مختصر لغوي، وهو الأقرب إلى المشاهدة المرئية، فيما عبّر العديد من الأمهات الزائرات لمعرض الكتاب للأطفال عن أهمية التواجد القرائي ونشر المعرفة لفئة عمرية تبحث عن ملاذ آمن يكشف مواهبهم ويصقل قدراتهم.
يشار إلى أن معرض الكتاب للأطفال يأتي ضمن سعي المركز لتطوير المهارات والمعارف والفنون المختلفة للصغار من خلال برامج تفاعلية تدعم العملية الإبداعية وتعزز الإبداع والتفكير التصميمي والنقدي، وإبرازًا لطرق الأطفال الخاصة في التعبير عن ذاتهم والتأمل في منابع الأفكار، علاوة على تعزيز ثقافة معارض الكتاب، وتمكين الأطفال من القيادة في برامج التعلم الجذابة، والاحتفاء بالأنشطة الإبداعية الثقافية.