@Ahmedkuwaiti
نحنُ في حضرةِ رؤيةِ الـوطنِ 2030 ، وهيَ بحاجةٍ إلى كلِّ فردٍ منْ أفرادِ المجتمعِ بهمتِهِ وعزمِهِ وإخلاصِهِ للمساهمةِ في إنجازِ ما يوكلُ إليهِ كلاً في موقعِهِ.
- كمْ يؤلمُ أنْ نسمعَ كلمةً لا أقدرُ.. لا أستطيعُ، تلكَ إشارةٌ إلـى عدمِ الاستطاعةِ والرغبةِ على تحقيقِ الـهدفِ المنشودِ، والقدرةِ الفعليةِ على التنفيذِ.
فما أسبابُ ذلكَ؟ - يقولُ ديفيد شوارتز، في حالِ مواجهةِ موقفٍ ما؛ فكرَ
بالنجاحِ، ولا تفكرْ بالفشلِ، لا ترددُ أنَّكَ قدْ تفشلُ وتكررُها، خصوصاً إذا دخلـتَ في تحدٍّ لـتنفيذِ مهمةٍ أوْ مسؤولـيةٍ، بلْ رددْ أنَّكَ الأفضلُ ولـديْكَ الهمةُ والحماسةُ لذلكَ.
- فالـقدرةُ هنا هـيَ الطاقةُ كما فسرَها د. إبراهيمُ الفقي، هيَ الـقوةُ المحركةُ والمؤثرةُ، هيَ اتحادُ الـطاقةِ الحركيةِ والفكريةِ والذهنيةِ والعاطفيةِ والجسديةِ في روحَِك وعقلِكَ، كلٌّ منهمْ يكملُ الآخرَ ويدعمُهُ، فإذا قلَّ عطاءُ أحدِهمْ يحدثُ عدمُ توازنٍ، وأبرزَ مثالٍ؛ ما يمرُّ بهِ الرياضيُّ النجمُ، أيامٌ يكونُ فيهِ متميزاً وناجحٌ، وفجأةً يقلُّ عطاؤُهُ؟ ما السببُ في تغيرِهِ؟ هوَ بلا جدالٍ الحالةُ النفسيةُ الـتي اختلَّ توازنُها، فإذا بدأَ يفكرُ بطريقةٍ سلـبيةٍ يبدأُ الشكُّ يتسللُ إلى داخلِهِ؛ ومنْ ثمَّ يسيطرُ عليهِ الإحباطُ، هنا يتحولُ منْ نجمٍ ناجحٍ إلـى شخصٍ خاسرٍ، سبحانَ اللهِ هوَ الجسمُ نفسُهُ، والدمُ نفسُهُ والـعقلُ نفسُهُ، لـكنَّ الـعواملَ الـنفسيةَ اختلـفتْ وتغيرتْ فتذبذبتْ، فغيرتْ قدرتَهُ على التفوقِ في إنجازِ مهامِّهِ.
- وهنا تختلفُ إلى حدٍّ بعيدٍ حسبَ السياقِ والفردِ؛ فممكنٌ الـقلـقُ والـتوترُ الـزائدُ يشعرُ الـشخصُ بالعجزِ عنْ القيامِ بمهمةٍ ما، حتى لـوْ كانتْ عادةً لديْهِ ينفذُها بسهولةٍ؛ أوْ ممكنٌ يكونُ اكتئابَ أوْ فقدانُ الـثقةِ بالـنفسِ؛ مما يصيبُهُ بالـشعورِ بالـتعبِ والإرهاقِ، فجعلَهُ منشلٌّ لـلـقيامِ حتى بمهامِّهِ الـبسيطةِ فضلاً عنْ المهامِّ الكبيرةِ، وفي سياقِ آخرِ الـضغطِ الـزائدِ في الـعملِ أوْ الـدراسةِ يمكنُ أنْ يجعلَ الـشخصَ يشعرُ بالإحباطِ، وهذا بطبيعةِ الحالِ يؤدي إلى الـعزوفِ والتكاسلِ عنْ تنفيذِ كلٍّ أوْ بعضِ ما هـوَ مخططٌ لهُ. - التدريبُ والممارسةُ تعينُكَ علـى تحقيقِ الأهدافِ وما تصبونَ إلـيهِ، هـذا بتركيزٍ تامٍّ وعزيمةٍ وصبرٍ، ولـيسَ تمنياً ولا هـيَ معجزةٌ، وقبلَ أنْ تلفظَ بكلمةٍ لا أقدرَ، فكرْ بما أنتَ مختلفٌ عنْ الآخرينَ منْ إمكانياتِ حباكِ اللهِ إياها، اسألْ نفسَكِ ما الذي ينقصُني عنْ غيرِي حتى أغيرَ حياتِي، وما هـيَ الأفكارُ السلبيةُ التي تعيقُني لتحققَ الإنجازَ؟ وماذا أريدُ أنْ أحققَهُ لإثباتِ نفسِي؟ وما الـذي يعيقُني لتحقيقِ طموحاتِي؟ - خلاصةُ القولِ الناجحينَ بشرٍ، الأبطالُ بشرٌ، الأذكياءُ بشرٌ، والمخترعُ الـعظيمُ الـذي خلـدَ في الـتاريخِ بشرٍ، لـمْ يولـدوا بقدراتٍ خارقةٍ، ولـكنَّهمْ استطاعوا تحقيقاً بما في أذهانِهمْ، والذي التزموا وحلموا بهِ.
- كلمةٌ لا أقدرُ سهلةٌ جداً على اللسانِ، يجبُ أنْ نتخلصَ منْ سيطرتِها علـى حياتِنا، فكرْ قبلَ أنْ تنطقَها، لا تقنعْ نفسَكَ بالأعذارِ، فإذا اعتقدتَ أنْ تستطيعَ فأنتَ فاعلٌ وقادرٌ، فلا تقللْ منْ إمكانياتِكَ، ولا تكسرْ مجاديفَكَ فأنتَ تحتاجُ إلى توازنٍ داخليٍّ يعينُكَ لإبعادِ الأفكارِ الـسلـبيةِ عنْ نفسِكَ وعقلِكَ.
- عظمْ الإيمانِ باللهِ - سبحانَهُ وتعالـى- أنَّهُ قادرٌ على كلِّ شيءٍ، وقادرٌ أنْ يعينَنا على تنفيذِ ما عزمنا عليهِ، وأنْ يحفظَ وطنَنا ويحققَ أمانيَنا.
* جامعةُ الإمامِ عبدالرحمنِ بنِ فيصل