قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانها على قطاع غزة، ودمرت مبنى الأرشيف المركزي، وأعدمت آلاف الوثائق التاريخية التي تعد إرثًا لأهالي قطاع غزة.
ويهدف هذا الهجوم المتعمد إلى نشر الفوضى وتغييب الحقائق، إذ دكت آلة الحرب الإسرائيلية مقر بلدية غزة الذي يضم مبني به وثائق يعود عمرها إلى أكثر من 150 عامًا.
إدخال غزة في فوضى تاريخية
وكان جيش الاحتلال أبلغ البلدية في اتصال هاتفي بضرورة إخلاء المبنى، ثم قصف مبنى الارشيف الذي يقع في وسط المدينة بميدان فلسطين، ويضم مباني ووثائق تاريخية قديمة عمرها أكثر من 150 عامًا، إضافة إلى الارشيف المركزي للمدينة وخرائط ودراسات هندسية ودوائر التحكم والمراقبة لآبار المياه وشبكات الصرف الصحي.
وطال القصف طابقين من المبنى المؤلف من 5 طوابق، وأدى إلى احتراق وثائق تاريخية ذات قيمة كبيرة في الارشيف المركزي، وإعدام آلاف الوثائق التاريخية التي توثق مبني المدينة ومراحل تطورها العمراني، فيما عدّه البعض استهداف لذاكرة مدينة غزة.
ويرى البعض أن الاحتلال تعمد قصف المبنى وإعدام الوثائق بهدف إدخال المدينة في حالة من الفوضى وتدمير كل ما يرمز إلى تاريخ المدينة وحضارتها، لا سيما أن الأرشيف يضم وثائق تاريخية مهمة.
ويمثل استهداف المنشآت المدنية والمرافق الخدماتية خرقًا واضحًا للقانون الدولي الإنساني.
#أبو_الغيط: كل يوم في العدوان على #غزة يبعدنا عن السلام في المستقبل#اليوم #فلسطين https://t.co/3HFD1lWAic— صحيفة اليوم (@alyaum) November 30, 2023
الأرشيف التاريخي لغزة
وقالت المتحدثة باسم وزارة الثقافة بثينة حمدان، إن الاحتلال تعمد قصف مبنى البلدية وهو مبنى ضخم يضم في أجزائه الأرشيف التاريخي والذي تعرض للقصف بشكل مباشر.
وأضافت أن هذا العدوان أدى إلى تدمير آلاف الوثائق التي يزيد عمرها على أكثر من 150 عاما، والتي تجسد وتحفظ تاريخ العمل البلدي في مدينة غزة العريقة والقديمة.
وأشارت إلى أن هذه الوثائق تُعد مراجعا لتاريخ العمل البلدي للمدينة وتفاصيل هذا العمل، خاصة لما تحتويه مدينة غزة من بلدة قديمة، واحياء قديمة معروفة ومشهورة مثل حي الزيتون وحي الدرج، وهي شاهدة على تاريخ المكان وحضارته، ووجود الشعب الفلسطيني فيه منذ ما قبل الاحتلال.
مغادرة الطائرة الإغاثية السعودية الـ24 لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع #غزة والتي يسيرها #مركز_الملك_سلمان_للإغاثة#الحملة_السعودية_لإغاثة_فلسطين #اليوم
للمزيد: https://t.co/lVg10nFmF9 pic.twitter.com/0jhjjSxRJ8— صحيفة اليوم (@alyaum) November 30, 2023
حجارة شاهدة على تاريخ المكان
وأوضحت المتحدثة، أن غزة في هذه الحرب رجعت سنوات إلى الوراء، بسبب ضياع وقصف جزء كبير من إرثها وأحيائها ومبانيها العريقة، خاصة البلدة القديمة في غزة التي تضم أكثر من 160 مبنى ومسجد قديم.
وقالت، نؤمن بأن هذه المباني وإن قصفت تبقى حجارة شاهدة على تاريخ المكان الذي لا يمكن محوه، والعالم شاهد كيف استهدف الاحتلال هذه المواقع والأماكن التاريخية.
وأكدت أن الهدف من وراء قصف هذه الأماكن ممنهج من الاحتلال الذي يسعى لمحو اسم وتاريخ فلسطين وتراثها، مشددة على أن التاريخ لا يُنسى، وأنه موثق وتحفظه الأجيال جيلًا بعد جيل.
#مصر تحذر من سياسة الاحتلال في التهجير القسري للفلسطينيين#اليوم #فلسطين #غزةhttps://t.co/s30YbeDUa2— صحيفة اليوم (@alyaum) November 30, 2023
معالم تاريخية وثقافية
وكانت آلة الحرب الإسرائيلية قصفت بالصواريخ مبنى مركز رشاد الشوا الثقافي غرب مدينة غزة، الذي يُعد من أهم المعالم التاريخية والثقافية، وعُقدت فيه جلسة للمجلس الوطني الفلسطيني بحضور الرئيس الراحل ياسر عرفات والرئيس الأميركي الأسبق بيل كلنتون.
كما دمر الاحتلال مقر المجلس الوطني غرب المدينة، وسحق منطقة الجندي المجهول في حي الرمال غرب المدينة.