- خلقنا الله فأبدع صنعه، وحبانا بعقل يميزنا عن غيرنا من الكائنات، وأرشدنا إلى ما ينفعنا ويسعدنا في دُنيانا وأُخرانا.. قال جل وعلا (وهديناه النجدين)، لذا حق علينا أن لا نُسلم عقولنا إلى من يعبث فيها ويؤطرها ويوجهها إلى أمور قد لا تكون عاقبتها حميدة .
- إن القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، يخاطبان العقول والألباب بلغة سهلة يفهمان الجميع، ويعرف مبتغاها العربي والأعجمي، لذا ينبغي علينا أن نُربي النفس والأبناء على عدم قبول الأفكار الطارئة على مجتمعاتنا، كالتي تدعو إلى التخلي عن الشعائر الإسلامية، أو الأخلاق الحسنة، أو العادات والتقاليد الكريمة، بل وأيضاً أياً من الأفكار التي تستهدف التشكيك في وحدة صفنا ولحمة مجتمعنا .
- لقد زاغ فئات من الشباب عندما سمحوا لمن يحمل أفكاراً دخيلةً بالنيل من طبيعتهم السمحة التي نشئوا وتربوا عليها، فانسلخوا منها وتنكروا لها وأصبح همهم أن يعيشوا ليومهم دون التفكير في مصير ومآل، وآخرين حادوا عن الصراط فتنكروا لمجتمعاتهم وصبوا جام غضبهم عليها.
- لذلك وغيره، ينبغي أن نعلم، إننا لم نعد في مجتمع مغلق، فالتربية على الاستقامة دون حوار وإقناع لم تعد تجدي نفعاً كما كانت من قبل، فجيل اليوم، في أمس الحاجة إلى أن نفتح معه قنوات للحوار والتواصل، وهو في أمس الحاجة لمساحة للتفكير والسؤال، وهو ما يسمى بالسلامة النفسية، وصرنا نحن معشر المربين، بحاجة إلى مزيد من تعلم مهارات خاصة، تتعلق بإدارة الحوار، ليكون الحوار بيننا وبين أبنائنا هادئاً ومثمراً، ولكي نتسلح بالعدة التي نحتاجها في إقناع أبنائنا دون الحاجة إلى فرض الرأي، وفي المقابل أيضاً ينبغي على أبنائنا أن لا يتخطوا حاجز الأدب والاحترام مع الآباء والأمهات عند النقاش واختلاف وجهات النظر، بل ينبغي أن يسود هذا الحوار الود، وتقبل الرأي الآخر بكل أريحية.
- إن هشاشة الفكر، خطر يتربص بنا وبمن نعول، فدعاة التغريب والتعصب، مجندون لإغواء الناس وسحبهم إلى طرق الهلاك، وعلينا أن نُدرك، أن من عوامل توفير الحياة الكريمة لأسرنا، الحرص على سلامتهم الفكرية والنفسية والاجتماعية، ليكونوا أقوياء لخوض معترك الحياة ومحصنين من التيارات الفكرية الجارفة.
قال أبو الفتح البستي
سل الله عقلاً نافعاً واستعذ به.. من الجهل تسأل خيرا معطى لسائل
فبالعقل تستوفي الفضائل كلها.. كما الجهل مستوف جميع الرذائل