- هل تعلم أن اليتم قد يكون طريق النجاح؟
- من قرأ سير العظماء وعلى رأسهم رسول الإنسانية وخير البشرية وجدهم أيتاماً، لم يستسلموا ليتمهم، ولم ينتظروا وقفة غيرهم، أو يشتكوا من تخليه، ولم تضيعهم الرحمة المبالغ فيها ممن حولهم، بل أدركوا الواقع وعلموا أن كل من عليها فان، فتوكلوا على الله واعتمدوا على أنفسهم، فوفقهم الله للنجاح، والله الكريم الرحيم لا يضيع المحسنين .
- لقد توفي والد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عبد الله الذبيح الشريف الكريم المحبوب الحيي العفيف المميز، وعمره 25 سنة بعد زواجه بثلاثة أشهر ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حمل في بطن أمه لم ير والده ولم يحظ برعايته، فقد أرسله والده عبد المطلب في تجارة إلى الشام وقيل المدينة، فتوفي بالمدينة وهو راجع ودفن في دار النابغة الذبياني.
- وعندما جاءت المراضع ليأخذن الأطفال من مكة تهربن عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليتمه، لولا أن أخذته حليمة السعدية لأنها لم تجد غيره فأكرمها الله إلى يوم القيامة به .
- وعندما بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ست سنوات توفيت أمه الحنون الرؤوم وهي في العشرين، أثناء سفرها للمدينة عند أهلها، وكان معها جده عبد المطلب وخادمتها أم أيمن، فمكثت شهراً ثم رجعت، وبينما هي في الطريق لحقها المرض، واشتد حتى توفيت بالأبواء بين مكة والمدينة المنورة، ودفنت هناك، وابنها الصغير معها، وقد رجعت به أم أيمن إلى المدينة وبعير أمه بلا راكب، وقد بكى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على قبرها حتى نُهي عن ذلك.
وعندما بلغ صلى الله عليه وآله وسلم ثماني سنوات وشهرين وعشرة أيام توفي جده عبد المطلب الذي كفله بعد وفاة والدته، وكان حريصاً عليه رحيماً به، فانتقل إلى كفالة عمه أبي طالب الذي كان فقيراً كثير العيال، فنهض ابن الثمان سنوات ليساعده ويخفف عنه الأعباء فرعى الغنم لأهل مكة مقابل مبالغ زهيدة.
هذه معاناة من أكرمه رب العزة والجلال بأن جعله رسولاً للإنسانية وخير الخلق أجمعين مع اليتم، فهل يحق لليتيم أو اليتيمة أن يستسلما ويتحطما؟ أو أن يجعلا اليتم سبباً للفشل؟!..لا!