تستعد الدفعة الأولى من الطبيبات البيطريات في المملكة للتخرج من كلية الطب البيطري بجامعة الملك فيصل، بعد 4 سنوات من الدراسة والتحدي.
وواجهت الطبيبات البيطريات السعوديات خلال مسيرتهن التعليمية تحديات كبيرة، منها الصورة النمطية السائدة في المجتمع عن النساء العاملات في هذا المجال، والتي ترى أنهن ضعيفات ولا يقدرن على التعامل مع الحيوانات الكبيرة أو القيام بالأعمال الشاقة. ولكن الطبيبات أثبتن جدارتهن واقتدارهن على العمل في مجال الطب البيطري، وهن على استعداد لخوض تحديات سوق العمل بعد التخرج.
وأكدت عدد من الطالبات، ممن هن على وشك التخرج كأول طبيبات بيطريات على مستوى المملكة، جاهزيتهن لخوض تحديات العمل في مجال الطب البيطري، ومواجهة الصورة النمطية السائدة في المجتمع عن النساء العاملات في هذا المجال.
وأكدت الطالبات في حديثهن لـ"اليوم" خلال فعالية "في بيتي حيوان"، التي أقامتها كلية الطب البيطري، والمستشفى البيطري بالجامعة، تخطي كل العقبات والظروف والمساهمة في تحقيق رؤية المملكة 2030 خاصة مع توفر الفرص الوظيفية الكثيرة في المجال.
الشغف بالحيوانات
وقالت منار العيسى، طالبة في المستوى السابع بكلية الطب البيطري بجامعة الملك فيصل: ”شغفي للطب البيطري بدأ من صغري، فأنا أحب الحيوانات وأحب اللعب معها، وسبق أن تبنيت الكثير من القطط، ولكن عندما اكتشفت أن والدتي لديها حساسية توقفت عنها، لذلك حرصت واتجهت إلى أن أدرس الحيوانات وأساهم في علاجهم والاهتمام بها“.
وأضافت: ”رغم التحديات التي تواجهنا من المجتمع لأننا بنات، فالمجتمع يتصور بأننا ضعاف ولا نستطيع أن نتعامل مع خيل كبير أو جمل بالحجم المهول، ولكن في النهاية القوة ليست بالعضلات إنما القوة بالعقل ولله الحمد أثبتنا جدارتنا، اليوم في المعرض واضح للجميع أن النساء مستعدين لخوض تجربة الطب البيطري وبكل قوة“.
وأكدت العيسى أن ”المجال مفتوح وبشكل كبير للطبيبات البيطريات، وفرص العمل مفتوحة وواسعة، فالفرص الوظيفية ليست مقتصرة على العيادات، إنما هناك فرص وظيفية في الجمارك وفي المختبرات البيطرية وفي الطب الوقائي ووزارة الزراعة وغيره من المجالات الواسعة التي تنتظرنا كطبيبات بيطريات“.
دعم الأسرة
وقالت زهراء الحرز، طالبة سنة رابعة بكلية الطب البيطري: "كان دخولي تخصص الطب البيطري حبًا فيه وبدعم من والدي وأمي وحتى زوجي لإكمال التخصص رغم الصعوبات التي واجهتنا واستطعنا أن نتخطاها“.
وأضافت: ”واجهنا كلمات المجتمع المعروفة (كيف تدرسين الطب البيطري، وكيف البنت تعمل مع الحيوانات ولا تخافين، وكيف تذهبين إلى أماكن صعبة الوصول لها) فكانت هذه أكثر الأسئلة التي تواجهني إلا أنني لم أهتم لهذا الكلام لأن الطب البيطري هو رحمه ورأفة بالحيوان فهو يحتاج لشجاعة ولقرب من الحيوان ومنحه الأمان".
وأوضحت أن "الفرص المتاحة لنا بعد التخرج كثيرة بفرص ومجالات كثيرة للتوظيف، فنحن نصف المجتمع ونحن أساس صحتكم من غذاء ومن منتجات والتي لابد بأن تمر علينا، ولذلك فرص هناك كثيرة بما أننا ندرس حيوانات متنوعة“.
وأشارت إلى أن ”نصيحتها للبنات ممن هن على وجه التخرج من الثانوية بإن كان هناك حب للحيوان فأنصح بدخول الطب البيطري خاصة وأن هناك تخصصات متنوعة داخل هذا الطب“.
مواجهة رفض المجتمع
وقالت انفال العلي، طالبة في المستوى الأخير بكلية الطب البيطري: "بما أننا كنا الدفعة الأولى في كلية الطب البيطري كانت هناك تحديات كبيرة لأن المجال يسيطر عليه الرجال، وسنسعى إلى أن نكون الأفضل وسنكون مثل الرجال وأفضل مستقبلًا“.
وأضافت: ”الفرص المتاحة للطبيبات كثيرة منها المستشفيات ووزارة الزراعة والمسالخ والميناء وفحص الحيوانات كلها متاحة للنساء مستقبلًا“.
وأكدت العلي أن ”التخصص صعب ولكن بوجود رؤية صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- المجال مفتوح للجميع ونحن قادرات أن نقدم فيه“.
وقالت: ”لا أخفيكم أننا واجهنا صعوبة في البداية لأننا كنا مرفوضات من بعض فئات المجتمع، لكن بطموحنا واجتهادنا سنثبت لهم أننا قادرات وسنجعل أسماءنا تلمع في سماء الطب البيطري“.
وأشارت إلى أن ”نصيحتها لزميلاتها ممن هن على وجه التخرج أن يتقدمن للطب البيطري لأن المجال جدًا مفتوح للبنات“.
إثبات جدارة
وقالت ربا الجبشي، طالبة السنة الثانية بكلية الطب البيطري: ”دخولي هذا التخصص كان عن حب وشغف للحيوانات ومن عمر صغيرة فكنت سعيدة جدا بالرحابة والاستقبال التي وجدتها من أعضاء هيئة التدريس ومن الزملاء والزميلات الطلاب والطالبات“.
وأضافت: "رغم أن هناك صورة نمطية تحيط بنا كطالبات وطبيبات بيطريات لأن المجال يعتبر نوعًا ما جديد للنساء في المملكة العربية السعودية ونحن ولله الحمد أثبتنا وجودنا وبجدارة والآن الدفعة الأولى من الطبيبات البيطريات على وشك التخرج أثبتن جدارتهن وقدمن فرص لم يكن المجتمع يتوقعهم.
وتابعت ”انا كطالبة في الطب البيطري أرى انه مع الأيام اصبح هناك تقبل وبشكل كبير خاصة ان المجتمع اصبح واعي اكثر نظرا لأهمية وجود الطبيبة البيطرية في قطاع الطب البيطري وهو نفس وجود الدكتورة في المجال الصحي والمهندس في مجاله فنحن مثلنا مثل أي تخصص نحتاج عدد كبير من الرجال ونحتاج عدد كبير من النساء والطب البيطري هو تخصص مهم بشكل كبير وله مجالاته“