ارتفع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" للأسهم الأمريكية إلى أعلى مستوى إغلاق له لعام 2023 يوم الجمعة، مواصلاً بذلك ارتفاعه في نوفمبر إلى الشهر الجديد وسط حالة من الصعود الملحوظ لمؤشرات الأسهم الأمريكية، لتعوض بعض موجات الهبوط التي منيت بها خلال العام، وفق ما ذكرت شبكة سي إن بي سي الأمريكية.
وارتفع مؤشر السوق الواسع بنسبة 0.59% وأنهى الجلسة عند 4,594.63 وكذلك فعل مؤشر ناسداك المركب التقني الذي حقق 0.55% إلى 14305.03 نقطة أما مؤشر داو جونز الصناعي فزاد السهم 294.61 نقطة بنسبة 0.82% ليغلق عند 36245.50 نقطة.
كما صعد مؤشر داو جونز إلى مستوى مرتفع جديد آخر يوم الجمعة ليصل مكاسبه لعام 2023 إلى ما يقرب من 9.4٪ بعد أن سجل مستوى مرتفعًا جديدًا لعام 2023 وتوج بأفضل شهر له منذ أكثر من عام. وأغلق مؤشر S&P 500 عند أعلى مستوى له منذ مارس 2022.
قرارات الاحتياطي الفيدرالي
يأتي هذا الارتفاع فيما عارض رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول توقعات السوق بخفض أسعار الفائدة في المستقبل، قائلاً إنه ”من السابق لأوانه أن نستنتج بثقة” حدوث خفض.
فسر المتداولون كلام باول على أنه إشارة إلى أن البنك المركزي قد انتهى على الأقل من رفع أسعار الفائدة. وانخفض العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بأكثر من 13 نقطة أساس ليصل إلى 4.213%.
3 عوامل تحرك الأسهم والسندات
حول ذلك قالت منى ماهاجان كبيرة استراتيجيي الاستثمار في "إدوارد جونز": "هناك ثلاثة عوامل فالأول هو التضخم والعامل الثاني يتمثل في أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الذي يبدو وكأنه يتحرك على الهامش أما العامل الثالث فهو التباطؤ في الاقتصاد الذي بدأ يتكشف ولكن بوتيرة تدريجية للغاية وهذا بالضبط ما تتبناه الأسواق". وأضافت ماهاجان أنه يبدو أن الأسواق تحسب تخفيضات أسعار الفائدة ولكن ليس حتى النصف من عام 2024.
لماذا ارتفعت الأسهم الأمريكية؟
ويعود الارتفاع الكبير في شهر نوفمبر جزئيًا إلى أن المتداولين بدأوا يعتقدون أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد انتهى من رفع أسعار الفائدة وأن البنك المركزي قد يبدأ في خفضها في النصف الأول من العام المقبل. وسيقرر بنك الاحتياطي الفيدرالي قراره بشأن أسعار الفائدة في 13 ديسمبر.
وقف خسائر 3 أشهر
ويمكن القول أن ما شهدته الأسهم يوم الجمعة وما حدث في شهر نوفمبر من مكاسب لبورصة وول ستريت أوقف سلسلة خسائر استمرت ثلاثة أشهر. وارتفع مؤشرا ستاندرد آند بورز وناسداك 8.9% و10.7% على التوالي، ليسجلا أفضل أداء شهري لهما منذ يوليو 2022. وصعد مؤشر داو جونز 8.8% في أفضل شهر له منذ أكتوبر 2022.
ارتفاع الأسهم خلال أسبوع
خلال أسبوع من التداول ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 0.77% بينما ارتفع مؤشر داو جونز بنسبة 2.4% وتقدم مؤشر ناسداك بنسبة 0.38%. ويمثل هذا الأسبوع الخامس على التوالي من المكاسب للمتوسطات الرئيسية.
أداء الأسهم في شهر ديسمبر
بعد مكاسب نوفمبر، يقول محللون أنه عادة ما يشهد ديسمبر أداءا قويا بالنسبة للأسهم حيث يحقق شهر ديسمبر الذي يسبق الانتخابات الرئاسية عوائد ضخمة بشكل عام.
وقال بوب دول كبير مسؤولي الاستثمار في شركة "كورس مارك جلوبال إنفيستمنت" : "إنها فترة موسمية قوية، ففي ظل رؤية السوق أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد حل مشكلة التضخم وأنه سوف يخفض أسعار الفائدة في العام المقبل وبالتالي فإن الاقتصاد سيكون على ما يرام والأرباح ستكون على ما يرام كذلك فكل ذلك جيد بما يكفي لارتفاع الأسهم".
توقعات الأسهم الأمريكية
من جانبه يعتقد بنك أوف أمريكا أن المؤشر القياسي ستاندرد آند بورز 500 يمكن أن يصل إلى 5000 نقطة بحلول نهاية العام المقبل 2024 حيث تجاوزت وول ستريت بالفعل نقطة "الحد الأقصى من عدم اليقين الكلي". وقال المحلل في بنك أوف أمريكا ديريك هاريس :" أن الأسواق استوعبت بالفعل صدمات جيوسياسية كبيرة وقد ساعد الاحتياطي الفيدرالي حتى الآن بشكل فعال في ترويض التضخم من خلال رفع أسعار الفائدة في عام 2023 وستمثل الحركة زيادة بنسبة 10% تقريبًا لمؤشر ستاندرد آند بورز 500".
قطاع التكنولوجيا
دفع قطاع التكنولوجيا بارتفاع قوي في الأسابيع الأخيرة مما ساعد على دفع سوق الأسهم الأمريكية مرة أخرى للوصول إلى أعلى مستوى لها هذا العام. وخلال الشهر الماضي، صعدت أسهم "إنتل" بما يصل إلى أكثر من 16% وقفزت أسهم "آي بي إم" أكثر من 9%. وكذلك صعدت أسهم شركة "اتش بي" بأكثر من 10% في نفس الإطار الزمني.
أما شركة "ديل" التي انخفضت أسهمها يوم الجمعة بعد تقرير الربع الثالث إلا أن أسهمها حققت صعودا بنسبة تزيد عن 4% في الشهر الماضي.