إذا حقق بنك الاحتياطي الفيدرالي توقعات السوق وبدأ في التخفيض بقوة في عام 2024 فمن المحتمل أن يكون ذلك على خلفية تباطؤ حاد في الاقتصاد وارتفاع معدلات البطالة، وهو ما سيؤدي بدوره إلى انخفاض التضخم. ويبحث الفيدرالي عن سبب مقنع للبدء في التيسير وحتى ذلك الحين من المرجح أن تتم تخفيضات أسعار الفائدة ببطء ما لم يحدث شيء ويضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى اتخاذ إجراءات أكثر شدة. وفيما يلي نستعرض أبرز السيناريوهات المتوقعة لتحركات أسعار الفائدة الأمريكية من الآن وحتى نهاية العام المقبل، وفق ما عرضته شبكة "سي إن بي سي".
استباق التخفيضات
حول ذلك قالت كاثي جونز كبيرة محللي استراتيجيات الدخل الثابت في "تشارلز شواب": "يستمر السوق في محاولة استباق هذه التخفيضات في أسعار الفائدة حتى لايصاب بخيبة أمل. أعتقد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي كان سيخفض أسعار الفائدة بالفعل. وسيكون هناك المزيد من التخفيضات خلال 2024".
بيانات التضخم
جاء أحدث اضطراب في السوق بشأن احتمال خفض أسعار الفائدة يوم الثلاثاء، عندما قال أحد محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر إنه يمكن التخفيف إذا تحسنت بيانات التضخم خلال الأشهر الثلاثة إلى الخمسة المقبلة". بينما قال مسئول آخر في الاحتياطي ميشيل بومان، إنها لا تزال تتوقع أن رفع أسعار الفائدة سيكون ضروريًا. بدلاً من ذلك، اختارت السوق الاستماع إلى والر بشكل أكثر وضوحاً، ربما لأنه كان أحد مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي الأكثر تشدداً.
تخفيضات متوقعة على أسعار الفائدة
وقال جوزيف لافورجنا كبير الاقتصاديين في شركة "إس إم بي سي نيوز سيكوريتز أمريكا" : ”إذا كان الاقتصاد معتدلاً فمن الممكن أن نتحدث عن توقعات حقيقية لانكماش التضخم، وأعتقد أن هذا هو ما سنصل إليه. وإذا استمر سعر الفائدة الحقيقي على الأموال الفيدرالية في الارتفاع كما أتوقع، فسوف ترغب في تعويض ذلك من خلال تخفيضات أسعار الفائدة. وأعتقد أن حجم تخفيضات أسعار الفائدة الذي سيتعين عليهم القيام به كبير نسبيًا".
وذكر لافورجنا كبير الاقتصاديين في المجلس الاقتصادي الوطني في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب إنه يعتقد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يضطر إلى خفض ما يصل إلى 200 نقطة أساس العام المقبل أو نقطتين مئويتين.
تشير العقود الآجلة على الأموال الفيدرالية إلى تخفيضات في أسعار الفائدة بمقدار خمسة أرباع نقطة مئوية في العام المقبل. وارتفعت الأسهم منذ ذلك الحين مع استعداد المستثمرين لحدوث خفض بأسعار الفائدة.
أقل من المتوقع
قال إيان لينجن من شركة "بي إم أو" إن أداء بنك الاحتياطي الفيدرالي "سيكون أقل من المتوقع" بأقل ما تتوقعه السوق في تخفيضات أسعار الفائدة.
قال المحلل كريس مارانجي :"لا يريد بنك الاحتياطي الفيدرالي أن يرفع قدمه عن المكابح .لا أرى أنهم سيخفضون أسعار الفائدة لمجرد الوصول إلى معدل محايد نظريًا.نتوقع بعض الضعف الاقتصادي في العام المقبل، لذلك لن يكون ذلك مفاجأة. لكن التخفيض الكبير في أسعار الفائدة يجب أن يسبقه ضعف اقتصادي كبير".
اجتماع ديسمبر
ومن المقرر أن يقوم مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعهم الذي يعقد بعد أسبوع بتحديث توقعاتهم الاقتصادية للفترة المقبلة، وهي العملية التي تتضمن مراجعات لما يسمى ”المخطط النقطي” لتوقعات الأعضاء الأفراد بشأن أسعار الفائدة.
خلال التحديث الأخير، في سبتمبر توقع أعضاء لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية حدوث تخفيضين بمقدار ربع نقطة مئوية في العام المقبل.
ومع ذلك، فإن ذلك كان يستند إلى زيادة أخرى في أسعار الفائدة في عام 2023، والتي من شبه المؤكد أنها لن تحدث. ومن ثم فإن فكرة قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض أسعار الفائدة في العام المقبل لابد أن تكون مصحوبة بضعف اقتصادي واضح.
مخاوف من الركود
قال عملاق صناديق التحوط بيل أكمان يوم الثلاثاء إنه ما لم يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة، فسيكون ذلك في الواقع سببًا للانكماش الحاد الذي سيتعين عليه معالجته بعد ذلك.
وأضاف أكمان لشبكة بلومبيرج: " نحن نراهن على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيضطر إلى خفض أسعار الفائدة بسرعة أكبر مما يتوقع الناس".
من جانبه، أوضح جاري كوهن المدير السابق للجنة الانتخابات الوطنية في عهد دونالد ترامب والرئيس التنفيذي السابق للعمليات في بنك جولدمان ساكس، آن هذا النوع من الضعف الاقتصادي الذي من شأنه أن يعجل بتخفيض أسعار الفائدة غير مرجح، على الأقل في الجزء الأول من عام 2024. وذكر أن البنوك المركزية العالمية ربما لن تقوم بالتخفيف حتى الربع الثالث.
