هذا عنوان كتاب تم اقتناؤه من المعرض الدولي للكتاب في الرياض قبل عدة أسابيع وقد أُلحق بعنوان جانبي: دراسة اجتماعية ثقافية.. الكتاب من تأليف عالم الاجتماع الامريكي من أصل روسي «بيتريم سوروكين» المتوفي عام 1968م، و»نون الجماعة» في عنوان الكتاب تعود على الغرب منذ البدايات الاولى للاغريق وصولاً الى النصف الاول من القرن العشرين.
يقسم المؤلف الحضارة الغربية الى موجات متعاقبة من الحضارة الفكرية والحضارة الحسية.- يرسم الكتاب صورة أحسبها جديدة لتاريخ الفن الغربي ضمن نسق فكري اتخذ من المثل الاغريقية ومن ثم المسيحية مرجعاً له في مسيرة الفن الغربي، هنا الفن والفكر والثقافة تسمو فوق غرائز الانسان وتنقله الى عالم من المثل ذات «الطبيعية الميتافيزيقية»، وقد تجسدت على أرض الواقع في بناء اجتماعي منظم عبر قيم وسلوكيات ذات طبيعة فوق انسانية وسامية، ففي الحضارة الفكرية تسود القيم التي يصبح فيها الانسان كائناً اخلاقياً مسؤولاً تجاه نفسه ومجتمعه ومنظومته الفكرية.
عندما تضعف هذه القيم أو تنهار تستبدل بمنظومة أخرى من القيم، هنا يستبدل النسق الفكري بكامله بنسق جديد يقوم على الحس المباشر فقط، وهنا تسقط المثل العليا من عليائها وتستبدل بقيم مستمدة مباشرة من أحاسيس الانسان المباشرة تجاه نظرته للحياة، ولامكان هنا للمثاليات او الميتافيزيا او لعالم مثالي من القيم والسلوك، فالمرجع هنا لما يفهمه العقل ليس عن طريق الفكر بل عن طريق الحواس، هنا يصبح الفن حسياً ولانه كذلك تختفي المواضيع الفلسفية الكبرى التي يطرحها الفن، وهنا يصبح الفن حسيا بقدر ما يحرك العمل الفني غرائز الفرد واحاسيسه.
هناك نسق ثالث يجمع بين الاثنين وهو مايسميه بالنسق المثالي، اذ يمكن للحضارة والفكر والفن معاً ان توفق بين سمو أفكارها مع تفعيل أحاسيس البشر تجاه ثقافتهم وحياتهم، وقد وجد ذلك النسق طريقه في اوائل عصر النهضة وفي فترة نضج الحضارة الاغريقية.
ويمثل الكتاب طرحا جديداً نافذاً في صلب الحضارة الغربية وهو ينطبق على العصر الحاضر بل واليومي إلى درجة بات معها العالم مطالباً باحلال قيم الفكر والاخلاق في صلب الحياة المعاصرة. أستاذ العمارة والفن بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل
- في يوم استثنائي انحبست أنفاسنا مع الملايين المتابعين، حتى أعلن فوز المملكة التاريخي، بتنظيم معرض إكسبو 2030. والذي يأتي متزامنا لتتويج رؤية المملكة 2030 الطموحة، هنا قد فازت الجدارة والإرادة السعودية، فاز العمل الضخم الذي سيشهده العالم كنسخة استثنائية متوجا قصة التحول الوطني التي يقودها سمو سيدي ولي العهد «حفظه الله»، وبثقة العالم جاء الاختيار كترجمة فعلية لما تزخر به ثقافتنا من أصالة، ولما حققنا من منجزات تنموية ورائدة للإنسان على أراضينا، وتأكيد على مكانتنا الإقليمية والدولية.
- في هذه النسخة، المعرض بمثابة تمكين محاور مهمة لدراسة أثر نتائج أهداف خطط التنمية المستدامة وهو أحد تركيز وجهود الأمم المتحدة التي خططت لتحقيقها لخدمة البشرية في العالم. من هنا يأتي محور «معا نستشرف المستقبل»، بمثابة دعوة من أجل تعزيز الجهود مجتمعه نحو ابتكار حلول لتحديات العالمية، والعمل على تغيير مسار مستقبل الكوكب نحو غد أفضل، لتوفير حياة مستدامة زاهرة. ومن خلال منصات للابتكارات العلمية والتقنية، ولتحقيق هذه الغاية، يعد المعرض دعوة إلى العالم أجمع للالتقاء والاتحاد والتركيز على قوة العلم والابتكار والتسويق لها، من أجل تطوير وتبادل الرؤى لمستقبل مختلف.
إكسبو حدث عالمي ضخم يمتد لأكثر من 100 عام، وكل 5 سنوات يطل على العالم، بمشاركة 246 دولة، وعروضه تستمر إلى 6 شهور، والذي تنافست الدول على استضافته عبر أزمنة مختلفة. انطلق عام 1851 من لندن مستعرضا ابتكارات الثورة الصناعية الأوروبية آنذاك، وترك على مدار السنين إنجازات ضخمة، أبرزها التحف المعمارية في عدة دول مثل «برج إيفل» في باريس، والذي شيد قبل استضافتها للحدث.
- وستسهم استضافتنا له إلى منافع كبيرة ونسخة سوف تضيف استثناء لما قدم من قبل، منها حجم النمو والأثر الذي ستشهده المملكة في القطاع السياحي، شكل الرياض بعد تجهيز مساحات تصل إلى 6 ملايين متر مربع لاستقبال 40 مليون زائر لإقامة الحدث. ما سوف نشهده من تعاظم الفرص التنموية والاقتصادية والبشرية والاستثمارية ومدى مساهمة ذٰلك في الناتج المحلي، والأثر الثقافي الذي سوف يشهده الزوار للاطلاع على ثقافتنا وعاداتنا وكرمنا وأخلاقنا.
- خلاصة القول، إنها فرصة مثالية لمشاركة قصتنا الناجحة الطموحة مع الدول والشعوب، لتترك أثرا ملهما في ذاكرة الجميع.
هذا الحدث التاريخي المتفرد بفكره وتقنياته وثقافته ومعرفته واقتصاده، هنا سوف نستقبل العالم وسوف نبهرهم. فلنثبت للعالم قدرتنا.
جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل