@malarab1
- هناك اكثر من تعريف للإبداع لكني شخصياً أميل إلى انه القدرة على التفكير خارج الصندوق وتوليد أفكار جديدة ومبتكرة والتوصل إلى شيء جديد أو إعادة تقديم القديم بصورة جديدة من خلال التعامل مع الأشياء المألوفة بطريقة غير مألوفة او دمج الآراء القديمة أو الجديدة في صورة جديدة، ويتطلب الإبداع القدرة على التحلي بالمرونة العقلية والقدرة على الاستفادة من مصادر مختلفة للإلهام، فالإبداع هو إحدى المهارات والغايات الإنسانية الحيوية والأساسية.
- لقد ظهرالاهتمام بدراسة الإبداع في القرن التاسع عشر حيث قام الفرنسيان ألفريد بيّنيه وهنري بييرون بدراسة موضوع الإبداع بصفته أحد جوانب الذكاء، وهو ما يعني أنه لا يزال أمامنا الكثير لنتعلمه عن ماهية ومنطلقات الإبداع، شخصياً أعتبر الإبداع أكثر من مجرد توليد أفكار عشوائية تباغتنا، بل يشمل أشكالًا من التفكير الإبداعي، مثل المتضافر والمتنوع، ويشير التفكير المتضافر إلى القدرة على دمج معلومات مختلفة وتوصل إلى نتيجة مرتبطة بينها، أما المتنوع فيعني توليد العديد من الأفكار أوالحلول المختلفة من نقطة انطلاق واحدة، بإختصار التفكير المتضافر والمتنوع يلعبان دوراً هاماً في تعزيز الإبداع، فالقدرة على توصيل معلومات مختلفة وتوليد حلول متنوعة يساعد في ابتكار أفكار جديدة ومبتكرة.
- عندما نمر بلحظة الاستبصار نشعر أننا وجدنا كنزًا ثمينًا، إنها تلك اللحظات التي تثير في ذهنك أفكاراً جديدة وحلولاً للمشكلات تخرج من العدم، وهذا الشعور يعرف بلحظة التجلي وأحيانًا بلحظة الاستبصار، هو في الواقع نوع من الإبداع! تعود جذور لحظة الاستبصار إلى العالِم الإغريقي القديم أرخميدس، فقد أُلقي على عاتقه تحدي معرفة مكونات التاج دون أن يتفحصه بالطريقة التقليدية التي قد تؤدي إلى تلفه، والسؤال كان هل هو مصنوع من الذهب الخالص أم يحتوي على معادن أخرى، وإكتشف الحل البديع أثناء إستحمامه، حيث لاحظ أرخميدس أن مستوى الماء يتغير عندما يدخل إلى الحوض وعندما يخرج منه، لذا فكر أنه بإمكانه حساب حجم الأجسام من خلال غَمرها بالماء وهذه الطريقة تكون مفيدة بشكل خاص في الأشياء ذات الأشكال غير المنتظمة مثل التيجان، وباستخدام هذا الاكتشاف تمكن من حساب كتلة التاج بالفعل ثم استخدم معادلة الكتلة مقسومة على الحجم لتحديد ما إذا كان التاج مصنوعاً من الذهب الخالص أم مخلوطاً بمعادن أخرى ذات كثافة أقل .
- هنا اتساءل كم أرخميدس بيننا اليوم، فالمبدعون هم الذين يقدمون لنا الأفكار الجديدة والمبتكرة التي تحدث تغييراً إيجابياً في حياتنا، ورعاية المبدعين تُساهم في تطوير المجتمع وتعزيز الابتكار والتقدم، كما أن توفير الدعم والموارد للمبدعين يساعدهم على تطوير مهاراتهم وتحقيق إبداعاتهم بشكل أفضل، ويجب أن يتم تشجيع المبدعين وتقدير إسهاماتهم لتحفيزهم على المزيد من الإبداع، فرعاية المبدعين تعزز التنوع والتفوق في المجتمع وتسهم في بناء مستقبل أفضل للجميع.