تحدّى عبدالهادي محمد العبدالهادي ذو الـ 20 ربيعاً، إعاقته مستلهماً همته العالية وشغفه وطموحه، وكانت كلماته مُحفزة للتفاؤل عندما كان يردّد: "الحياة الجميلة.. والله تعالى أخذ منا البصر لكنه عوضنا البصيرة، ولا بد من الإصرار والطموح للوصول إلى الأهداف، وبالعزيمة القوية والإيمان الراسخ بأن إثبات الوجود في المجتمع لا يأتي بالمساواة مع الآخرين".
وفي التفاصيل وُلد "العبدالهادي"، مُصابًا بالإعاقة البصرية في عائلة مكوّنة من أم، وأب، وأربعة إخوة جميعهم من ذوي الإعاقة البصرية، وتعلم عبدالهادي طريقة (برايل) منذ الصغر وهي طريقة للقراءة والكتابة تعتمد على لمس نقاط بارزة يتعرف عليها الكفيف بمجرد تمرير إصبعه عليها، وكان لها الدور الكبير في مساعدته وصقل مهاراته التي مكّنته من الوصول اليوم إلى المرحلة الجامعية بدون أي مساعدة من الأهل، ويتنقل في السكن بين مدينتي الدمام وجدة، حيث جرى قبوله في جامعة الملك عبدالعزيز لإكمال تعليمه بكل شغف في تخصص الإعلام.
وأفاد العبدالهادي، أن إصراره وشغفه أبرزا استقلاليته وقدرته في الاعتماد على ذاته دون الحاجة إلى المساعدة، من خلال عمله بمتجر والده منسقًا لباقات الورد والزهور، منذ أن كان بالمرحلة الثانوية، لافتاً النظر إلى أنه نجح في عمله بالرغم من مشاعر الخوف والقلق من الفشل التي راودته في بداية الأمر، الأمر الذي جعله يصارع قراراته بأنه لن يتمكن من القيام بمهام العمل لصعوبة هذا الأمر بالنسبة إليه من خلال جهاز برايل نوت تاتش الذي ساعده في حفظ أسماء الورد والزهور ومساعدة والده في هذا الشأن، مما كان لها الأثر الكبير، وحفظ أنواع الورد عبر ملامسته.
وأكد العبدالهادي، الذي جعلت همته وعزيمته من المستحيل ممكناً في جميع مجالات ومراحل الحياة، في رسالة أمل لكل المكفوفين وأسرهم، أن فقدان البصر لا يشكل عائقًا في الحياة، وأن هناك قدرات ومهارات يمكن تنميتها والنجاح من خلالها في شتى مناحي الحياة.