@hana_maki00
- الكثير قد لا يدرك ماذا يعني «إكسبو» سوى انه مهرجان كبير سياحي وتسويقي ربما!، وهذا نجاح يقاس على مستوى التسويق الذي حظي به من مدينة دبي 2021، فقد نجحت في استثمار هذا المعرض العالمي لجعله معرض دائم في ديارها باقامة مدينة متكامل، فصار بوابة للشرق للتعرف عليه، وإن كان الكثير لا يعرف انه معرض عالمي عريق له أبعاد أكبر من كونه معرض سياحي او تجاري وإن كان قد تم إسغلاله كثيرا لهذا الغرض.
- نجح هذا المعرض الذي بدأ في الغرب، ويقام كل خمس سنوات في تحقيق هدف كل دولة مستضيفة له، وذلك وفق ما يشتمل عليه برنامج طلب الاستضافة وما تتميز به الدولة المضيفة، فالمعرض العالمي تكمن طبيعته الأساسية في عرض المنتجات والابتكارات والافكار والبحوث والمشاريع متناهية الصغر النوعية والمميزة، يمكن القول أن هذا المعرض بوابة للقطاع الصناعي الابتكاري والحرفي والتقني، ومكان متنقل لرصد الافكار والبحوث القياسية والقابلة للتنفيذ.
إقامته الدول الصناعية الكبرى للتشجيع على الجديد من المنتجات والابتكارات التي تسهل الحياة، ونجحت في مسعاها طيلة هذه السنوات، إنه يضع لك ثقل السنين من دراسات وبحوث وإبتكارات وعقول في مكان واحد، إنه إرهاصات الثورات الصناعية المتلاحقة وينطوي على الأفكار التي اوصلتنا لما نحن عليه اليوم، فكان دليلاً لجملة من الابتكارات التي صارت اليوم منتجات استهلاكية لا غنى عنها وبات اصحابها من كبار المسثتمرين والاثرياء أو العلماء والمفكرين، لذا فهو في قيمته أكبر بكثير من صداه .
- وعليه يحتاج هذا المعرض لميزانية ثقيلة يمكنها تحمل هذا النوع من العرض والعارضين، وأن يتوفر لهم البيئة الملائمة والامن والتأمين، لأنهم ليسوا مجرد مشاركين بل عقول ومصنعين ومبتكرين وباحثين وأصحاب حرف مميزة، ومن خلاله يمكن التعرف على نوعية الابتكارات والصناعات والادوات والحرف، والاستفادة منهم، لذا تتبارى الدول المضيفة لابراز ما يميزها فيه وتنجح في ذلك، فهو يعطيها هذه القدرة لتعزيز نفسها.
- فالقيمة في هذا المعرض لا تتوقف على سمعته العالمية فحسب ولا التسويق للدولة المضيفة لما يشهده من إقبال وسمعة كبيرة، ولكنه قد يكون ممراً لعقد صفقات استثمارية وصناعية ناجحة.. ويأتي فوز المملكة العربية السعودية بإستضافة إكسبو 2030، بمثابة إستحقاق لكل الجهود، وحتى بلوغ ذلك العام، قد يكون هناك تطور هائل في مجال الصناعة والبنى التحتية والاتصال والتقنية ستستفيد منه المملكة قبل غيرها، وتعزز من موقعها الاقتصادي، فالأمر لن يتوقف على السياحة فقط، فالاستثمار في الصناعات مرحلة مهمة بالذات مع الوصول إلى رؤية 2030 وبداية رؤية جديدة.
- لذلك فإن إقامة هذا المعرض في هذا التاريخ يكون قد هيئ له اللوجستيات اللازمة، وتكون المملكة العربية السعودية قد أكملت خططها ومشاريع المواصلات والبنى التحتية فيها، وتخارجت من محافظها الاسثمارية وصناديقها السيادية إستعداداً لما بعد هذه الرؤية، مما يمهد الدرب لهذا المعرض ليخدم رؤيتها الجديدة بالتركيز على الافكار المبتكرة وإستقطاب التقنية الجديدة التي ستحط بكل ثقلها فيه.
- أرى هذا المعرض أكبر من كونه معرضاً للسياحة والتسويق والعرض، فهو يتضمن بذوراً لمشاتل المستقبل لو لزم الأمر لإقتناءها والعناية بها، كعقول منتجة ومبتكرة سواء كانت محلية او اجنبية.