لقد وضع في جيبه قطع من الحلوى، وكلما رأى صغاراً أخرج لهم مما يحمله، فأعطاهم وأسعدهم.
عَمِلَت عشاء فأخذت تبحث عن أبناء شقيقها الساكنين بعيداً، وأرسلت لهم حتى يحضروا فيسعدوا مع أقاربهم.
إذا رأى قطيعة بين قريبين، كلما زار أحدهما نقل له بأن الشخص الآخر يتكلم عنه بالخير ويثني عليه.
زار صديقاً فلما قُدمت له الأشياء الخفيفة، أكل منها حتى أنهى ما أمامه، وهو يقول:
أعلم أنه يسعد أهل البيت إذا أُكل ما صنعوه.
إذا رأى مريضاً أو مكلوماً سارع للتواصل معه والدعاء له، وبث الطمأنينة في نفسه بكلمات حانية وراقية.
يتابع حسابات أقاربه على مواقع التواصل الاجتماعي، وكلما رأى كتابة إيجابية دعمها وأسعد كاتبها.
كلما رآها الصغار سارعوا لكسب ضمة منها، لا يتوقفون عن ترديد اسمها، وطرق باب غرفتها للجلوس عندها.
هذه النماذج التي ذكرتها أعرف أصحابها، وهم موجودون في الواقع ولله الحمد، وأستطيع أن اسميهم «أصحاب اللمسات الراقية»، وفي كل عائلة أصحاب لمسات راقية، قد يكون أحدهم عماً أو عمة، قد يكون خالاً أو خالة، قد يكون أخاً أو أختاُ، قد يكون جاراً.
مثل هؤلاء العظماء الذين يعانون مثل ما نعاني، فيمرضون ويتعبون ويتضايقون، ولكنهم يواصلون لمساتهم الراقية، يجب أن نعطيهم قدرهم، ونثني على رقيهم، فبهم تبقى العائلات، ومن خلالهم ينجح الناجحون، وبلمساتهم الراقية يصلح من فسد، ويتجاوز مشاكله من وقع فيها.
وعلينا أن نبحث عنهم ونسعى لوجود واحد منهم على الأقل في كل عائلة ومؤسسة، فبهم –بعد الله- نبقى ونرقى.
هنيئاً لهم الرقي الذي يعيشوه، وهنيئاً لهم الأجر الذي ينالوه، وهنيئاً لهم السير على خطى خير البشرية صلى الله عليه وآله وسلم، فقد جيء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما بثوب له خطوط، فقال عليه الصلاة والسلام: «أين أم خالد؟»، وأم خالد طفلة صغيرة لأبي العاص، كانت قد ولدت في الحبشة قال: أين أم خالد؟ فجيء بالصبية إليه، فجعل يلبسها الثوب بيده، وهي تنظر إلى أعلامه وإلى الثوب فرحة مستبشرة مسرورة، ثم لما لف عليها الثوب جعل صلى الله عليه وآله وسلم يشير إلى أعلام الثوب -يعني إلى الخطوط الملونة فيه- ويقول: « سَنَهْ سَنَهْ » وهي بالحبشية: حسنة حسنة.
هنيئاً لكم أصحاب اللمسات الراقية، والحمد لله على وجودكم.
@shlash2020