اكتشف فريق بحثي دولي بقيادة جامعة الملك فيصل السعودية بكتيريا "بروبيوتيك" جديدة في بحيرة الأصفر بمحافظة الأحساء، تحمل اسم "Enterococcus lactis ASF-2"، تتميز بقدرتها على تحمل الملوحة العالية، بالإضافة إلى امتلاكها خصائص مضادة للالتهابات.
وقال د. أشرف خليفة، قائد الدراسة - عضو هيئة تدريس بكلية العلوم - قسم علوم الحياة بجامعة الملك فيصل: "إن هذا الاكتشاف ذو أهمية كبيرة نظرًا للارتفاع الملحوظ في معدلات الأمراض الالتهابية في جميع أنحاء العالم، وتشير هذه النتائج إلى إمكانية استخدام بكتيريا "Enterococcus lactis ASF-2" كعلاج جديد للالتهابات في البشر".
أهداف الدراسة
وأضاف أن البحث كان عن بديل آمن وفعال لعلاج الالتهابات، وانطلاقًا من الهوية المؤسسية لجامعة الملك فيصل المتحورة على الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، وهدفت الدراسة إلى عزل وتوصيف سلالات البروبيوتيك من بحيرة الأصفر، بحيرة ضحلة تقع في واحة الأحساء شرق المملكة، وتقييم الكفاءة المضادة للالتهابات للسلالات النشطة باستخدام نموذج الالتهابات الحادة في فئران التجارب.
وأظهرت الدراسة التي أجراها الباحثون على فئران التجارب أن بكتيريا "Enterococcus lactis ASF-2" قللت بشكل كبير من الالتهاب في نموذج حيواني لتورم الكفوف الناجم عن الكاراجينان، وهو نموذج شائع لتقييم فعالية الأدوية المضادة للالتهابات.
ومن خلال تحليل المؤشرات الحيوية للالتهاب، وجد الباحثون أن البكتيريا تقلل من مستويات علامات الالتهاب، مثل إنترلوكين 6 "IL-6"، وإنترلوكين 17 "IL-17"، وتحفز مستويات العامل المقاوم للالتهاب إنترفيرون جاما "IFN - γ".
فوائد البروبيوتيك
وتعرف البروبيوتيك بأنها كائنات حية دقيقة تمنح، عند تناولها بكميات كافية، فائدة صحية للمضيف. حيث تتميز بخصائص فريدة كمضاد للبكتيريا، ومعدل للمناعة، ومضاد للسرطان، ومضاد لمرض السكر، ومضاد لالتهاب المفاصل.
وتعد هذه البكتيريا بديلًا آمنًا وفعالًا للأدوية الكيميائية المستخدمة لعلاج الالتهابات، والتي قد يكون لها آثار جانبية خطيرة، إضافة إلى انتشار الميكروبات المقاومة.
وأشار خليفة إلى أن الفريق يخطط لإجراء المزيد من الدراسات لتحديد آلية عمل هذه البكتيريا، كما يعتزمون إجراء دراسات سريرية لتقييم فعاليتها وأمان استخدامها كمكمل غذائي أو مكون دوائي جديد لعلاج الأمراض الالتهابية في البشر.
وكانت نتائج الدراسة قد تم نشرها في مجلة "Microorganisms" العلمية الرصينة المحكمة. وقاد الدراسة فريق بحثي مشترك من جامعة الملك فيصل بالمملكة العربية السعودية بالاشتراك مع عدد من طالبات الثانوي بمدارس الأحساء.