- حين خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان ميزه عن غيره من المخلوقات بعدة أمور، ومن هذه الأمور بقدرته علـى الـكلام، ولـهذا الـسبب تجد أننا في الغالب نستمتع بالحديث، ونشعر براحة كبيرة عندما نتكلم، بل أنه أمر يضفي علـى واقعنا الـنفسي تأثيراً خاصاً، وبحسب موقع يونايتد وي كير، يعتبر الـكلام، احد طرق الـعلاج النفسي، حيث يستخدمه إخصائيي الصحة الـعقلـية، لـلـتواصل مع مرضاهم وتحديد مشكلاتهم وأسباب محنتهم، وأثناء الـعلاج بالـكلام، يحضر الـشخص جلـسات متعددة مع إخصائي مدرب يرشده خلال تجاربه الحياتية، ويقيم، ويشخص، ويعالـج حالته الصحية والعقلية، كما يقوم الإخصائي المدرب كذلك «عادة طبيب نفسي أو إخصائي نفسي» بتوجيه الشخص من خلال أنشطة مختلفة للمساعدة في حل مشكلاته.
- فالحديث، هي اللغة أو الوسيلة الـتي يستخدمها الجميع للتعبير عن المشاعر سواء المشاعر الإيجابية، أو الـسلـبية كذلـك، وهي طريقة لـزيادة روابط الـتواصل بين أفراد الأسرة والمجتمع علـى حد سواء، فحين نوجد الوقت للإنصات بتركيز عال لـكافة أفراد الـعائلـة، ونشجع علـى لـغة الحوار الـهادئ وتقبل وجهات النظر المختلفة، فإننا بذلك نبني أفراداً قادرين على التعبير عن ذواتهم، ونزرع فيهم الثقة بالنفس لممارسة حياتهم بطريقة صحية وسليمة.
- إن المحادثة الجيدة، كما ترى الكاتبة بولا كوهين، في كتابها العلاج بالحديث، هي المحادثة التي تمزج بين الآراء والمشاعر والحقائق والأفكار في تبادل ارتجالـي مع شخص أو أكثر، وتحصل في جو من الاحترام المتبادل، فبالتالي تكون ملهمة للبصيرة ومدعاة للسعادة.
- لـقد أصبحت الحاجة ماسة للغاية للحديث والكلام، على نطاق واسع، في وقت أشعلتنا فيه وسائل الـتقنية الحديثة عن ذلـك الأمر الفائق الأهمية، ولعلنا أصبحنا في الطريق إلى أن ننسى بعض العبارات أوالمصطلحات، خاصة عندما نريد أن نعبر عما يجول في خاطرنا من مواضيع تهمنا وتؤرقنا، لـذا علينا أن نولي اهتماما كبيرا لـذلـك، وأن يشجع بعضنا البعض على التحدث بأريحية، مع الحرص علـى عدم الخوض في المسلمات العقدية، التي بينتها الشريعة الغراء، ودون المساس بالأسس والثوابت كالـولاء للوطن، وعلى أن يبقى الـود، ديدناً لنا من قبل ومن بعد الحديث دائماً.