- من صفات المؤمن الفراسة، ومن صفات الناجح الفراسة، ومن صفات القائد المتميز الفراسة، والسؤال: هل لا زالت الفراسة موجودة؟ أم دمرتها التقنية والإهمال والانشغال بالكماليات؟
- تُعرّف الفراسة بأنها نورٌ يقذفه الله في قلب عبده يفرّق به بين الحق والباطل، وبين الصادق والكاذب، وهي على حسب قوَّة الإيمان، فمن كان أقوى إيمانا فهو أحدُّ فراسةً.
وجعلها علماء الإدارة مهارة من مهارات القائد الاستراتيجي، وعرفوها بأنها: بصيرة نافذة وفراسة في وزن الأمور، خصوصاً وأن القائد يتعامل مع أمور مستقبلية يكتنفها الغموض، وتزداد فرص النجاح كلما اتسع المدى الاستراتيجي ( زمني، فكري، بيئي، قيمي، ثقافي).
قال ابن الجوزي: إذا تكامل العقلُ قَوِيَ الذَّكاءُ والفطنة.
- في سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم تظهر الفراسة في أكثر من موقف، فراسة عبد المطلب عندما قال عن حفيده صلى الله عليه وآله وسلم: دعوا ابني هذا، فوالله إن له لشأنًا.
- وفراسة بحيرا الراهب عندما أراد أبو طالب أن يخرج بتجارة إلى الشام في عير قريش، وكان عمره صلى الله عليه وآله وسلم اثنتي عشرة سنة فاستعظم فراق عمه، فرقّ عليه وأخذه معه، فلما نزل الركب قريباً من مدينة بصرى على مشارف الشام خرج إليهم أحد كبار رهبان النصارى - وهو بحيرا الراهب - فتخلل في الركب حتى وصل إلى النبي ﷺ فأخذ بيده، وقال: هذا سيد العالمين، هذا رسول رب العالمين، هذا يبعثه الله رحمة للعالمين.
قالوا: وما علمك بذلك؟
قال: إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق حجر ولا شجر إلا خر ساجداً، ولا يسجدان إلا لنبي، وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة، وإنا نجده في كتبنا، ثم أكرمهم بالضيافة، وسأل أبا طالب، أن يرده ولا يقدم به إلى الشام خوفاً من اليهود والرومان، فرده أبو طالب إلى مكة.
الفراسة يمكن اكتسابها وتنميتها فإنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم، وعندما سئل شاه الكرماني وكان مشهوراً بالفراسة: الذي يريد أن ينال الفراسة ماذا يفعل؟ قال: غض البصر عن المحرمات، ومنع النفس عن معاصي الله، ودوام مراقبة الله بالقلب، والمداومة على أكل المطعم الحلال، والمداومة على المتابعة لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، من عمل بهذه الخمس لَمْ تُخْطِئُ فِرَاسَتُهُ أبداً.
نموا فراستكم وفراسة أبنائكم بجميع الوسائل الممكنة.
@shlash2020