أوضح مختصون في الاقتصاد والسياسة ان جميع المجالات بين الكويت والسعودية امتازت بأنها وطيدة ومتينة ويربطها مصير مشترك كما تميزت بكوّنها علاقة أخوية، علاوة على الزيارات المتكررة في كل عام بين الوسطاء والأمراء في كِلا الدولتين للتباحث في كل ما يخص توطيد وتقوية العلاقة السياسية والاقتصادية وأيضاً، مناقشة المواضيع التي تدار في المنطقة والتي ممكن ان تأثر على المنطقة الخليجية.
المختصون أعربوا عن أحر تعازيهم في فقدان العرب والعالم لسمو أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح، وتحدثوا عبر "اليوم" عن قوة ومتانة العلاقات السعودية الكويتية..
علاقات تاريخية راسخة
أكد أستاذ الإعلام السياسي، عادل بن عبدالقادر المكينزي، أن المملكة تلقت نبأً مفزعاً في وفاة أمير الكويت نواف الأحمد الصباح، وعند الحديث عن الأمير هو أحد رؤساء دول مجلس التعاون الخليجي والتي تعد ركناً اساسياً لهذا المجلس والذي امتد منذ عام 1979 إلى اليوم.
وأضاف: "العلاقات الأخوية بين البلدين لا تخفى على أحد فنجد أن الكويت كانت ملاذاً لوالد مؤسس المملكة العربية السعودية".
وأكمل "المكينزي": "الملك المؤسس نشأ في الكويت، وامتدت العلاقة مع الشيوخ والأمراء الذين توالوا على الكويت ومع ملوك السعودية وأسسوا لقاعدة قوية للدول العربية والأمن القومي لهم، والجميع شاهد في الغزو العراقي للكويت كيف كان موقف المملكة العربية السعودية ممثلاً في خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله، بقوله وكلمته الحاسمة بعودة الكويت لأهلها".
وأضاف: "آنذاك حشدت المملكة كل طاقاتها من أجل اخوانها الكويتيين وقدمت دعماً سياسياً وعسكرياً لتحرير الكويت واليوم تمتد العلاقة الشقيقة بين البلدين، وتؤكد هذا التنسيق المستمر ووحدة الصف والرؤى في القضايا العربية والدولية والمصيرية نجد الانسجام التام بين البلدين والتاريخ المشترك تتأكد يوماً بعد يوم، وجميع أمراء الكويت يسيرون على ذات النهج في استمرارية الإخوة بين البلدين".
دعم الدولة السعودية
قال الخبير الاقتصادي بالعلاقات الدولية د. لؤي الطيار ان العلاقات السعودية الكويتية يعود تاريخها لعدة قرون، حيث شهدت المواقف على متانة العلاقة بين الدولتين.
وأضاف: "بين القرنين التاسع عشر والعشرين عندما جرت حرب بين إمارة آل رشيد وبين آل سعود، ظهرت أهمية الكويت عندما أغلق انذاك الشيخ مبارك ميناء الكويت في وجه ابن رشيد مما جعل إمداده بالسلاح والعتاد والذخائر من الدولة العثمانية التي أبدى لها الطاعة والإخلاص حتى توثقت بينه وبين السلطان عبد الحميد أواصر المودة".
وأكمل"الطيار": "عندما استلم عبد العزيز بن متعب الرشيد الحكم، أخذ يتطلع إلى توسيع نفوذه لتشمل الكويت وكسر عزلة حائل الجغرافية وبسط سيطرته على ميناء الكويت، إلا أن الكويت وقفت موقفاً حازماً ضد إمارة آل رشيد واستضافت آل سعود في أراضيها، وكان له موقف أخوّي ومُساند للدولة السعودية".
وأوضح أن المواقف الأخوية تجسدّت بين البلدين عندما عادت الدولة إلى آل سعود، وكذلك الأمر في عام 1990 وفي أعقاب الغزو العراقي للكويت، حيث شاركت المملكة العربية السعودية مع قوات التحالف في حرب الخليج لطرد القوات العراقية من دولة الكويت، وحينها قال المغفور له بإذن الله الملك فهد كلمته الشهيرة في ذلك الوقت: "إما أن تعود الكويت، أو تروح السعودية معها".
تطابق الرؤى والمواقف
وأكد "الطيار"، أن كلا البلدين الشقيقين بما يملكانه من مقومات سياسية أو اقتصادية كبيرة وروابط اجتماعية متميزةن كل ذلك كان له أكبر الأثر في خدمة القضايا المصيرية للأمتين العربية والإسلامية إلى جانب الإسهام بكل فاعلية في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، وقد برز ذلك جلياً من خلال تلك المواقف وما تبعها من تعاون مشترك في الحفاظ على أمن وسلامة منطقة الخليج.
وأضاف: :دائما ما تؤكد السعودية ومعها الكويت عزمهما على المضي قدماً لتعزيز التعاون القائم بين البلدين وتطويره، عبر أعمال المجلس التنسيقي بين البلدين بما يعزز من التعاون وينقل العلاقات إلى آفاق الشراكة الاستراتيجية".
وأوضح الاقتصادي د. إياس آل بارود، أن العلاقة التي تجمع البلدين استراتيجية ومتينة نابعة من الإخوة وتطابق الرؤى والمواقف والتوجهات والمصالح القوية التي تمتد إلى عدة قرون، شهدت الكثير من المواقف الأخوية ووحدة المصير وارتباط وثيق توج بانتصارات عظيمة.
وأضاف: "ساهمت تلك العلاقة الأخوية في تعزيز التعاون في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والتجارية"، مؤكدًا أن للكويت لها مكانة خاصة لدى خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.