اختتمت هيئة التراث بالتعاون مع المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في البحرين، والهيئة العامة للآثار والتراث العراقية الورشة الرابعة لإعداد خطة إدارة مواقع "طرق الحج.. درب زبيدة" التراثية، التي بدأت الأحد الماضي بمنطقة حائل، وذلك لمناقشة خطة إدارة المواقع الممتدة من محافظة النجف في جمهورية العراق إلى منطقة مكة المكرمة في المملكة.
واختيرت حائل لعقد هذه الورشة لاحتضانها أحد أهم محطات طريق الحج موقع "فيد الأثري"، التي تمثل قيمة تاريخية كبيرة في منطقة حائل بوصفها محطةً رئيسية للحجاج، والتجارة في عصور الإسلام المبكرة، وما زالت أطلالها باقيةً إلى اليوم.
بناء القدرات
تهدف الورشة إلى بناء القدرات في مجالات إدارة مواقع التراث وحمايتها، وتبادل الخبرات بين الفريقين "السعودي والعراقي"، والاستفادة من تجارب المركز الإقليمي في بناء القدرات، إضافةً إلى العمل على الاستفادة من تجارب المركز الإقليمي في أفضل الممارسات المتعلقة بالمواقع العابرة للحدود.
وافتُتحت الورشة في يومها الأول بحضور عددٍ من المختصين في مجالات التراث وعلوم الآثار من المملكة والعراق، حيث انطلق برنامج الورشة بجلسةٍ افتراضية مع الرئيس التنفيذي لهيئة التراث، ورئيس الهيئة العامة للآثار والتراث العراقية، ومدير المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي بالإنابة، كما شهدت حضور وكيل إمارة منطقة حائل، والرئيس التنفيذي لهيئة تطوير منطقة حائل، وعدد من ممثلي الجهات الحكومية في المنطقة، حيث شاركت هذه الجهات في جلسةِ حوارٍ تناقش دورها في دعم مواقع التراث العالمي في المنطقة.
زيارة ميدانية
قام المشاركون خلال حضورهم للورشة بزيارةٍ ميدانيةٍ لمدينة فيد التاريخية التي تحتضن عدة مواقع أثرية، ومكتشفات تراثية على طريق الحج القديم درب زبيدة، وذلك للتعرف على أساليب تفعيل المواقع ومراكز الزوار.
وبَنَت هيئةُ التراث أعمالها في هذه الورشة على ما أُنجز في الورش السابقة من آليات الحماية القانونية، وتطوير حدود المواقع، ودمج أهداف التنمية المستدامة في عمليات الإدارة والحماية، في الوقت الذي تأتي فيه المواقع العابرة للحدود بوصفها ممتلكات متسلسلة تتكون من جزأين أو أكثر، وتعكس قيمةً عالمية استثنائية بشكل عام.
وتأتي الورشة في إطار بناء القدرات في مجالات إدارة مواقع التراث العالمي وحمايتها، بما في ذلك آليات رصد وتحديد وبناء العلاقات مع الجهات ذات الصلة بالمواقع، التي تشكل هيكلاً متعدد الأصعدة يتكون من الجهات العامة، والخاصة، محلياً وإقليمياً ودولياً.
وتستمر هيئة التراث في دعم سبل التعاون وتبادل الخبرات مع أشقائها في المركز الإقليمي في البحرين، وفي الهيئة العامة للآثار والتراث العراقية، استشرافًا لمستقبل مليء بالنجاحات المشتركة, كما تعكس وزارة الثقافة تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهدافها الإستراتيجية، تحت مظلة رؤية المملكة 2030.