@Fahad_otaish
- العلاقات بين المعلم والمتعلم تتلخص في الصلات بين مكونات العملية التربوية وهي شبكة من العلاقات يفرضها واقع عملية التعلم فهي علاقات إنسانية تتطلب حصول التفاعل بين الطرفين لأن التعليم في الأساس يقوم على التواصل المباشر وهي كذلك علاقات سيكولوجية نفسية واجتماعية لأن عملية التعلم تتم في إطار جماعة المعلمين والمتعلمين، ولأن التعلين نفسه ذو طبيعة جماعية، ويقتضي وجود تبادل وجداني، وقد حدد علماء التربية القدامى والمحدثون مستويات متعددة للعلاقات التربوية بين المعلم والمتعلم يمكن اختصارها في مستويين أولهما مستوى البعد السلوكي، وثانيهما مستوى البعد التواصلي، وعند الحديث عن البعد السلوكي فلابد من الإشارة إلى سلوك كل منهما تجاه الآخر.
- فالمعلم مطلوب منه الرفق بالمتعلمين وعدم القسوة عليهم لأن القسوة غالباً ما تؤدي إلى الفشل ولا تجدي في تقويم سلوك المتعلمين ودفعهم للسلوك الذي يسعى إليه المربون وحتى القدامى الذين تحدثوا عن الشدة في تعامل المعلم مع المتعلمين، فطالما أكدوا أن ذلك يجب أن لا يتم إلا عند الضرورة، كما أن المعلم مطالب بالعدل بين المتعلمين، فالعدل حق مشروع لهم تقر به الأدبيات التربوية مع أن المعلم معذور أن يؤثر أهل الفهم والاجتهاد وتشجيعهم وتحفيزهم، بل إن تحفيزهم يكون دافعاً لغيرهم من المتعلمين وبذلك يكون وجهاً من وجوه التشجيع وإذكاء التنافس لبين المتعلمين وليس تمييزاً لاعتبارات أخرى شخصية أو طبقية أو بسبب منفعة.
- أما المتعلم فيجب أن تقوم علاقته مع المعلم على الهيبة والاحترام والعرفان بفضله، وأن يبدي ذلك في مخاطبته لمعلميه، وأن يظهر لهم التواضع، وأن يلتزم بما يقتضيه الأدب في تعامله معهم فلا يتقدم عليه في الدخول والخروج ولا يدخل عليه بغير استئذان ولا يرفع صوته في الحديث معه، وأن يسعى إلى رضاهم وتجنب ما يغيظهم من السلوكيات والأفعال، أما المستوى التواصلي بين المعلم والمتعلم فينبغي أن يقتصر على قاعة الدرس ولا يتعداها بخلاف العلاقة السلوكية التي تشمل مكان الدراسة وخارجه ولنجاح هذا البعد من العلاقة فلابد أن يكون لدى المعلم الاستعداد لممارسة هذه المهنة وأن يقبل على المتعلمين، كما أن عليه أن يجعل الكلام على قدر المقاصد لا هو بالإسهاب الممل ولا الاختصار المخل، كما أن عليه الحرص على سلامة اللغة والسكينة والاطمئنان لأنه غير ذلك قد يؤدي إلى تشتت انتباههم، كما عليه الاهتمام بأشكال التواصل غير اللفظي لأهمية ذلك في إيضاح المعاني.
- كل ذلك وغيره مما يحتويه التراث التربوي، وأكدته النظريات التربوية الحديثة ينبغي أن يحرص المعلمون على الاطلاع عليه والاقتداء به، كما يجدر بالكليات والجامعات أن تعنى بإيصاله لمعلمي المستقبل ليكون زاداً لهم في أداء مهنة الأنبياء.