DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

في يومها العالمي.. كيف يرى المختصون تطور وثراء اللغة العربية؟

في يومها العالمي.. كيف يرى المختصون تطور وثراء اللغة العربية؟
في يومها العالمي.. كيف يرى المختصون تطور وثراء اللغة العربية؟
اللغة العربية يتحدث بها نحو 450 مليون شخص حول العالم
في يومها العالمي.. كيف يرى المختصون تطور وثراء اللغة العربية؟
اللغة العربية يتحدث بها نحو 450 مليون شخص حول العالم

كشفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" عن أن ٤٥٠ مليون نسمة من سكان العالم يتحدثون اللغة العربية، ويحافظون على التراث اللغوي والثقافي الفريد للعربية والتي تعد رمزا فريداً للتنوع والإلهام الثقافي.

وأشارت إلى أن اللغة العربية كانت حافزاً إلى إنتاج المعرفة ونشرها، وساعدت على نقل العلوم والفلسفة اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة، وأتاحت إقامة الحوار بين الثقافات على طول المسالك البرية والبحرية لطريق الحرير من سواحل الهند إلى القرن الأفريقي.

وأوضح مختصون لـ"اليوم" أن اللغة العربية هي إحدى أكثر اللغات انتشاراً في العالم، وتاريخها طويل وغني بالتراث الثقافي والأدبي.

القرآن يعضد العربية

وقالت أستاذ المناهج وطرق تدريس اللغة العربية أ.د منيرة الحريشي، إن اللغة العربية من أكثر اللغات ثراءً ووفرةً في كلماتها واطراد القياس في أبنيتها وكثرة أساليبها وهي أدق اللغات تصويرًا لما يجول في الخاطر والنفس؛ لمرونتها وتطورها.

وأوضحت أن نزول القرآن الكريم بلسان العربية جعلها أكثر عمقًا ورسوخًا واستقرارًا ودعمها ووطد انتشارها، وهذا مكنها من استيعاب الحضارات المتنوعة والمعارف والثقافات لجميع الأمم؛ مما جعلها لغة العلوم والآداب حقبًا طويلة من الزمن وهي من أجمل اللغات وأوسعها خيالًا وازدهارًا ويظهر جليًا وواضحًا في معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم "القرآن الكريم" والأحاديث الشريفة وما نطق به العرب وكتبوه من فنون الشعر والنثر الفني من خطب ورسائل ومقامات.

ودعت "الحريشي"، للعناية بالأدب العربي بمعناه الخاص الذي يغلب عليه الوجدان؛ مما يساعد القارئ أو المستمع على إجادة فنون القول احتذاء وتأثرًا طبقًا للنمو اللغوي لكل فرد.

وقالت: "ينبغي أن نولي اللغة العربية اهتمامًا فائقًا مع ضرورة التاكيد أن ثمارها تجني من خلال التقليد والمحاكاة والكلام والاستماع والقراءة والكتابة في جو غير متكلف بعيدًا عن حشو القواعد والتطبيقات المصطنعة، وعلينا أن نتذكر أن العناية باللغة العربية هو عناية بالتفكير وتحليل الصور الذهنية وتركيبها بواسطة الكلمات ووضعها في تراكيب جديدة ومتنوعة بينهم علاقات واضحة وفق نسق خاص يؤدي إلى فهم المعنى من الكلام وهو الغاية الكبرى من اللغة".

خصائص متفردة

وقالت عضو هيئة تدريس في تخصص اللغويات والنحو والصرف بجامعة الباحة البندري سعيد الغامدي: "لاشك أن اللغة العربية ركيزة أساسية في عوالم شتى، وآفاق شاسعة، وكونها تحتل المركز السادس في منظمة اليونسكو من بين مختلف الدول؛ فذاك تميز بلا شك؛ إلا أننا نتطلع لأن تكون هذه اللغة الأبية المتفردة بخصائص: دلالية وصوتية، وصرفية، ونحوية، تستعصي على غيرها، وبصور جمالية لامتناهية في الرسوم البلاغية والأشكال البيانية، والألوان التشبيهية بالإضافة للغة المجاز والجناس والتورية والكناية والرمزية التي تميزها، وتقطع حبال اللغات الأخرى أن تأتي بمثلها، تجدها جلية في علم اللغة المقارن".

البندري سعيد الغامدي

وأضافت: "اللغة تشاطر -من حيث الامتيازات-جميع اللغات، إلا أنها تتفرد في جوانب، وتمتاز في أخرى، بتعدد أشكال التعبير وتدفق أنواع التراكيب، ثم دخول التعريب وشمول الدخيل، واستحداث الجديد، وهذا ما يجعلنا نتطلع لأن ترتقي لغتنا الأصيلة سلم اللغات، وتعتلي العرش فتكون الأولى في الترتيب، وتعلو على كافة الألسن؛ فتكون لغة لجميع التخصصات، وأساسًا للتفاضل في كل جوانب التعليم والتوظيف، وليس على مستوى العرب فقط بل والعالم بأسره، ولا يتأتى هذا إلا بأن تكون لغة الضاد متأصلة في نفوس متحدثيها، متمكنة في قلوب بنيها، يحرصون على أداء حقها لفظًا وخطًا، ويمنحونها قدرها التزامًا واحترامًا، ولا يتخاجلون في استخدامها وتبجيلها، ولا يسيؤون إليها بإدخال ماليس منها فيها، أو بخلطها بلغة أخرى، أو التنازل عنها".

جسر بين الأجيال والثقافات

وقال مدير مركز التميز البحثي في اللغة العربية بجامعة الملك عبدالعزيز أ.د عبدالرحمن رجالله السلمي، إن اللغة العربية لغة الشعر والفنون؛ يحتفل العالم باليوم العالمي للغة العربية التي تعد إحدى اللغات الستة المعتمدة في منظمة الأمم المتحدة، ولغتنا العربية الخالدة لغة الهوية والثقافة والمستقبل".

د عبدالرحمن رجالله السلمي

ووصف اللغة العربية بأنها تعبير صادق عن كياننا ورابطة لقوميتنا ورمز لحضارتنا، وتجسيد حي للحمتنا الوطنية وعمقنا التاريخي، وجسر يربط بين الأجيال والثقافات، ووسيلة للتواصل الحضاري مع شعوب العالم، وهي جزء لا يتجزأ من رؤيتنا الرشيدة 2030 تجسدت في إنشاء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، هذا المجمع الذي يسعى جاهدًا إلى العناية باللغة العربية وتمكين إسهامها الحضاري والعلمي والثقافي لتكون المملكة العربية السعودية رائدة في مجال خدمة اللغة العربية، لغة العلم والشعر والفنون.

لغة علم وحضارة وفن

وقالت الأكاديمية د. مليحة القحطاني، إن اللغة العربية هي إحدى أكثر اللغات انتشاراً في العالم، وتاريخها طويل وغني بالتراث الثقافي والأدبي، إذ تقرر الاحتفال بها في هذا العام 2023 تحت شعار "العربية: لغة الشعر والفنون" ليبرز الجمال اللغوي والثقافي للغة العربية، ولتسليط الضوء على ثقافتها، بما يسهم في إبراز أهمية اللغة في تعزيز التواصل الثقافي والحوار البنّاء بين الثقافات المختلفة.

د. مليحة القحطاني

وأضافت: "على الرغم من تحولات العصور فقد استمرت اللغة العربية في التأثير والازدهار، ويعد هذا الحدث منبرًا ينير الأفهام بإسهامات اللغة العربية ودورها الفريد في استيعاب الحضارات القديمة، ونقل الكثير من العلوم والمعارف والفنون للحضارة الإنسانية الحديثة، فهي لغة علم وحضارة وفن، وهي لغة شعر ونثر وإبداع، كانت ولا تزال تستخدم في التعبير عن الأفكار والمشاعر وكتابة النصوص الأدبية والمسرحيات والأفلام وغيرها من الفنون، لما تميزت به عن غيرها من اللغات بخصائصها اللغوية ومزاياها الصوتية التي جعلتها قادرة على إيصال المعنى بوضوح ودقة وجمال.