- بوصفنا إنسانين، فنحن مسؤولون دائماً عن مصير بعضنا البعض مهما تنوعنا واختلفت مصالحنا، وقد أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم العالمي للتضامن الدولي في عام 2005م ليكون في العشرين من شهر ديسمبر تقديرًا لحقيقة أن التضامن من القيم الأساسية والعالمية لتحقيق العدالة الاجتماعية.
- قضية فلسطين أثبتت ازدواجية المعايير في مفهوم التضامن الإنساني وفق المصالح السياسية بغض النظر عن المواثيق الدولية وحماية حقوق الإنسان وحق الطفل وحقوق المرضى وحماية الصحافيين وحماية العاملين في القطاع الصحي وقصف المستشفيات وغير ذلك مما يندى له الجبين في التناقض بين الشعارات والهتافات وبين المواقف.
- تمتلك هذه القضية تاريخًا طويلاً من الاحتلال والتمييز، وتضامن العالم مع فلسطين وقضيتها يتجلى في مختلف الأشكال، سواء بالدعم السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي أو الاجتماعي. تهدف هذه الجهود إلى تحسين ظروف الحياة في فلسطين وتعزيز الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال.
للمملكة موقف نبيلة ومسؤولة عن القضية الفلسطينية، واستمرت من خلال جهود حثيثة بمواقف سياسية صريحة ومساعدات من اعلى مستوى وبمشاركة شعبية من معونات وقافلات ترسل أطنان من الأغذية والمواد الطبية والإيوائية عبر البر والبحر والجو ضمن الحملة الشعبية لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، علما بأنها تمثل قرابة 6% فقط من مجمل المساعدات الإنسانية التي تقدمها المملكة لدولة فلسطين، فحتى كتابة المقال، فالمبلغ الإجمالي للمساعدات المقدمة من المملكة لدولة فلسطين بلغ 5,202,852,107 دولار «منصة المساعدات الإنسانية»، 45.05% من هذا المبلغ هو لمساعدات تنموية تدعم ميزانية دولة فلسطين، و20% تقريبا للمساعدات الإنسانية العامة متعدد القطاعات، وغيرها للمساعدات التنموية ولقطاع التعليم والصحة والتعافي المبكر والأمن الغذائي والزراعي والتصحيح البيئي وغير ذلك ما يضمن بقاء وجود كيان الدولة ومعيشة الفلسطينين في دولتهم وتعليمهم وعلاجهم وتنميتهم.
بخلاف المواقف السياسية الصريحة من القضية الفلسطينية والمحاولات الجادة والحثيثة لحث الدول على التضامن السياسي والإنساني مع القضية الفلسطينية وإيقاف اطلاق النار، وتسليط الضوء على الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة.
المملكة كانت ومازالت تقف موقف الأب العاقل في احتواء الأزمات والقضايا السياسية، فالهتافات والشعارات لن تعيد حق الفلسطينين ولن تساعدهم ليعيشوا وينهضوا في دولتهم، والتضامن الإنساني يشمل عدم التنمر ونشر الكراهية ، وأن نتذكر بأننا جميعًا في هذا اليوم معًا بغض النظر عن اختلافاتنا، وأننا بشر لدينا احتياجات وتطلعات مشتركة، نقف معًا وندعم بعضنا البعض إذا أردنا إنشاء عالم أفضل للجميع.