غاب ألق المكان.
حبيب العمر، واستفاقة القمر.
صانع الحب والنجوم للزمان.
زمان الزعيم البهي الملتصق بالأمجاد منذ الأزل.
رحل الأمير الشهم بندر بن محمد بن سعود الكبير.
كبير في اسمه ورسمه وأخلاقه وبطولاته، حمل على كتفيه هم الهلال وبهاءه، شقوته وضياءه. رفع الكؤوس وسكن النفوس.
٠٠٠ بندر بن محمد كان من الذين إذا تعرفت عليهم أقبلت عليه بشغف، تستأنس بحديثه وروحه المرحة وضحكاته.
إذا مازحته لايغضب بل يتبسم، ماتع الكلام، لم أسمع أنه أغضب أحدا، بل كان الجميع يفرح بأحاديثه وهي كحلاوة العسل المذاب في قطعة حلوى.
••• لايحمل حقدا لمن يختلفون معه في الميول ولا الذين يختلفون في القضايا العامة، كنا إذا جلسنا حوله لفنا هواه، وأسَرتنا مناه، يسأل عن أحوالنا وأحوال أهالينا وشيوخنا، ولايغادر حتى يطمئن على الجميع، هاهو يرحل إلى الأبد.
٠٠٠ حزين من الحزن يا أمير.
تذكرت طيبته فبكيت بشهقات مؤلمة، هربت من الحزن إلى الحزن ومن الفجيعة إلي الفجيعة، لن نرى أبو محمد مرة أخرى، سنبكيك رجلا ودع الحياة، فعاد إلى الحياة في قلوبنا.
في العزاء تزاحم المكان بالأحبة، وضج بالحرقة والأسى، ربيع المكان غاب، لكن العوض في ابنه محمد الذي كان، وبرغم حزنه متماسكا ومحتسبا يضفي النضارة والوسامة على المكان.
قال لصديق الأمير بندر المقرب والمرافق له دائما عبدالمحسن العبيكان «أنت لست صديق الوالد، أنت روحه»، الأمير محمد بن بندر بن محمد شاعر مرهف وصاحب أخلاق عاليه وقمة في الذوق، حديثه شيق وينتقي الكلمات ببراعة كوالده، وكذلك شقيقيه الأميرين سلطان وتركي. هما مرآة تلك الشمس.
٠٠٠ إذا كان بندر قد رحل، فإن محمدا امتداده في الأرض وشعلته التي لن تنطفئ وأريجه الذي يعطر المكان، يواصل نشر اللآلئ على الصدور.
بصراحة «حبيت» محمد لشخصه وذائقته وروح بندر فيه.
••• سمو الأمير عبدالمجيد بن سعود بن محمد يقول عن الأمير بندر: إنه «مثال مرموق للأخلاق والشهامة»، وصدق الأمير عبدالمجيد.
إخوان الأمير بندر الأمراء فيصل وسلطان وفهد وسعود وخالد وسلمان وسعد وعبدالعزيز وأبناء الأمير سلطان بن محمد نايف وسعود ومحمد كانوا شعلة المكان، يتجاوبون مع كل من يتحدث إليهم ويرحبون بهم برغم حسرتهم على الفقيد، وهو فعلا «فقيد» على الذين يعرفونه والذين ليسوا مقربين منه من جماهير الهلال والجماهير السعودية.
الموت عبرة وطعنة في القلب، خنجر في الصدر وبخاصة إذا كان الفقيد حبيبا وعزيزا وصديقا جدا مثلك يابندر السمو.
وداعا بندر، أتعبنا موتك.
نهاية:
فَيا قَبرَ الحَبيبِ وَدِدتُ أَنّي.. حَمَلتُ وَلَو عَلى عَيني ثَراكا
سَقاكَ الغَيثُ هَتّاناً وَإِلّا.. فَحَسبُكَ مِن دُموعي ما سَقاكا
بهاء الدين زهير