طوال عام 2023 مر معدن الذهب بسلسلة من الأحداث العالمية الهامة التي أثرت بشكل كبير على قيمته وكان من أهم هذه الأزمات الأزمة المصرفية والتوترات الجيوسياسية، وفق ما ذكر موقع إف إكس إمباير الأمريكي. وأدى انهيار بنك سيليكون فالي وما تلا ذلك من إفلاس بنوك أخرى في أكبر موجة إفلاس منذ الأزمة المالية عام 2008 إلى الاندفاع من قبل الكثيرين نحو الذهب كملاذ آمن. والسؤال الهام الآن: ماذا يتوقع المحللون لأسعار الذهب في 2024.
تجاوز 2000 دولار للأونصة
من المتوقع تجاوز أسعار الذهب عتبة 2000 دولار للأونصة، في ظل تصاعد التوترات الناجمة عن حرب الاحتلال على غزة، مما يؤدي إلى زيادة جاذبية الذهب. ووصل الذهب إلى أعلى مستوياته في نحو ثلاثة أسابيع حيث ارتفع الذهب 0.2 % إلى 2048.99 دولار الأونصة، وزادت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.5 % إلى 2060.50 دولار للأوقية بالفعل.
وقد أكد التأثير المزدوج لضائقة النظام المالي وعدم الاستقرار السياسي على دور الذهب كاستثمار مستقر خلال الأوقات المضطربة.
تأثير الأحداث على أسعار الذهب
كانت الأزمة المصرفية، التي اتسمت بأكبر فشل إجمالي للأصول في عام واحد وحرب الاحتلال سبباً في وجود حالة من عدم اليقين والخوف الأمر الذي أدى إلى زيادة الطلب على الذهب.
وانجذب المستثمرون نحو الذهب كأصل وقائي مما عزز مكانته كملاذ آمن خلال فترات الاضطرابات الاقتصادية والسياسية.
وأدت فترة عدم الاستقرار هذه إلى تقلبات كبيرة في أسعار الذهب مما أبرز أهميته في محفظة استثمارية متنوعة.
التوقعات الاقتصادية العالمية لعام 2024
وبالتطلع إلى عام 2024، من المتوقع أن يواصل الاقتصاد الأمريكي توسعه مدعومًا بالإنفاق الاستهلاكي القوي والاستثمار الخاص المستدام.
تشير إشارات بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن التخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة إلى التحول نحو سياسة نقدية أكثر مرونة وسط تراجعٍ للتضخم.
ومن المتوقع أن تؤثر هذه البيئة النقدية المتطورة على سوق الذهب حيث يقوم المستثمرون بإعادة ضبط استراتيجياتهم استجابة للمشهد الاقتصادي المتغير.
المخاطر والفرص الاقتصادية المحتملة في عام 2024
على الرغم من التوقعات الإيجابية، إلا أن العديد من المخاطر تلوح في الأفق ومن أهمها تكيف الأسر والشركات مع بيئة أسعار الفائدة المتغيرة.
وقد أدى الارتفاع السريع في سعر الفائدة لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى تشديد شروط التمويل الأمر الذي قد يؤدي إلى تثبيط النشاط الاقتصادي والنمو.
بالإضافة إلى ذلك، فإن المخاطر السياسية بما في ذلك التوترات في الشرق الأوسط والتعديلات الاقتصادية في الصين إلى جانب مخاوف الاستدامة المالية بأمريكا، يمكن أن تؤثر على اتجاهات سوق الذهب حيث إن احتمال قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض أسعار الفائدة والتعديلات المتوقعة في أسعار الفائدة طويلة الأجل سوف يؤثر بشكل خاص على معنويات المستثمرين تجاه الذهب.
وقد يؤثر التيسير المتوقع للسياسة النقدية من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي على جاذبية الذهب كخيار للتحوط من التضخم والاستثمار خاصة في المشهد النقدي المتغير.
تأثير الركود المحتمل على أسعار الذهب
في حالة حدوث ركود عالمي، فإن الأداء التاريخي للذهب كأصل ملاذ آمن سيشهد عادة زيادة الطلب عليه. وفي خضم الركود فإن المخاطر السياسية المتزايدة والانتخابات المهمة في الاقتصادات الرئيسية بالإضافة إلى مشتريات البنوك المركزية الثابتة توفر دعمًا إضافيًا لأسعار الذهب.
وستؤثر القرارات التي سيتخذها كل بنك مركزي بشكل كبير على الاستقرار المالي العالمي ومعنويات المستثمرين تجاه الذهب وستكون مسارات أسعار الفائدة المتنوعة ومواقف السياسة النقدية لهذه البنوك المركزية حاسمة في تشكيل أسعار الذهب في عام 2024.
ومن المتوقع أن يظل المشهد السياسي في عام 2024 متقلبا وغير مؤكد حيث إن استمرار الصراعات العالمية والتوترات سوف يؤثر بشكل كبير على سوق الذهب.
وعليه يقدر البعض اختراق الذهب 2524.59 دولارًا للأونصة.
العلاقة بين الدولار والذهب
بأتي ذلك فيما انخفض مؤشر الدولار ليصل إلى أدنى مستوياته في حوالي خمسة أشهر حيث أظهرت البيانات تباطؤ التضخم السنوي في الولايات المتحدة إلى أقل من 3 في المائة في نوفمبر مما عزز توقعات السوق لخفض أسعار الفائدة الأمريكية في مارس المقبل، وعزز ذلك بالتالي جاذبية الذهب.