توقع تقرير اقتصادي، أن يصبح الذكاء الاصطناعي التوليدي واعيا ثقافيا، فيما سيعمل مساعدو الذكاء الاصطناعي على إعادة تعريف إنتاجية المطورين، وسط تطور التعليم لمواكبة سرعة الابتكار التكنولوجي.
الذكاء الاصطناعي التوليدي
قال التقرير: إن النماذج اللغوية الضخمة المدربة على بيانات متنوعة ثقافيًا ستكتسب فهمًا أكثر دقة للتجربة الإنسانية والتحديات المجتمعية المعقدة، وهذه الطلاقة الثقافية تَعِد بجعل الذكاء الاصطناعي التوليدي أكثر سهولة في الوصول للمستخدمين حول العالم.
وبحسب التقرير، تؤثر الثقافة على كل شيء إذ أنها الأساس لكيفية وجود كل واحد منا داخل المجتمع. وتوفر الثقافة قواعد وإرشادات تُعلِّم وتُحكِّم السلوكيات- ويتغير هذا حسب المكان الذي نكون فيه والأشخاص المحيطين.
وأضاف أن في الوقت نفسه يمكن أن تؤدي هذه الاختلافات أحيانًا إلى الارتباك وسوء التفسير. إذ أن في السنوات القادمة ستلعب الثقافة دورًا حاسمًا في كيفية تصميم ونشر واستهلاك التكنولوجيات؛ وستكون آثارها أكثر وضوحًا في الذكاء الاصطناعي التوليدي.
النماذج اللغوية الضخمة
وأوضح أن لكي تصل أنظمة النماذج اللغوية الضخمة إلى جمهور عالمي، هناك حاجة إلى تحقيق نوع الطلاقة الثقافية التي تأتي بشكل غريزي للبشر. ويعتمد هذا على البيانات التدريبية المتاحة. برنامج التدريب Common Crawl الذي تم استخدامه لتدريب العديد من النماذج اللغوية يتكون تقريبًا من 46% باللغة الإنجليزية، ونسبة أكبر من المحتوى المتاح - بغض النظر عن اللغة - هي ثقافيًا غربية (تميل بشكل كبير نحو الولايات المتحدة). وباستخدام نفس الطريقة مع نموذج مدرب مسبقًا على نصوص عربية ومخصص لتوليد اللغة العربية تم إنشاء استجابات ثقافية مناسبة.
ووفقا للتقرير، في الأشهر القليلة الماضية بدأت تظهر نماذج لغوية ضخمة غير غربية من مثل: جيس المدرب على البيانات العربية والإنجليزية، وYi-34B، النموذج ثنائي اللغة صيني/إنجليزي، وJapanese-large-lm، المدرب على مجموعة واسعة من الويب الياباني. هذه علامات على أن النماذج غير الغربية الدقيقة ثقافيًا ستفتح الذكاء الاصطناعي التوليدي أمام مئات الملايين من الأشخاص مع تأثيرات تتراوح من التعليم إلى الرعاية الطبية.
ولفت إلى أن رعاية المرأة تصل إلى نقطة تحول مع ارتفاع الاستثمارات في FemTech وتحول الرعاية إلى الهجينة وفتح بيانات وفيرة لتحسين التشخيصات ونتائج المرضى. ولن يستفيد تحسن FemTech النساء فقط، بل سيعزز النظام الصحي بأكمله.
إعادة تعريف إنتاجية المطورين
وقال التقرير: "مساعدو الذكاء الاصطناعي سيتطوروا من مجرد مولدات للكود إلى معلمين ومتعاونين لا يكلون يقدمون الدعم خلال دورة حياة تطوير البرمجيات. وسيشرحون الأنظمة المعقدة بلغة بسيطة، واقتراح تحسينات مستهدفة، وتولي المهام المتكررة، مما يتيح للمطورين التركيز على الأجزاء من عملهم التي لها أكبر تأثير.
وأضاف أن مساعدي الذكاء الاصطناعي لن يفهموا ويكتبوا الكود فحسب بل سيكونون متعاونين ومعلمين لا يملون. لن تنفذ طاقتهم ولن يفقدوا الصبر أبدًا في شرح مفهوم أو إعادة العمل مهما كان عدد المرات التي يتم الطلب فيها. مع وقت غير محدود وصبر لا نهائي سيدعمون الجميع في الفريق ويساهمون في كل شيء من مراجعة الكود إلى استراتيجية المنتج.
تطور التعليم
وأوضح أنه لا يمكن للتعليم العالي وحده مواكبة معدل التغير التكنولوجي. وستظهر برامج تدريبية قائمة على المهارات بقيادة الصناعة تشبه إلى حد كبير مسارات الحرفيين المهرة إذ سيستفيد الأفراد والشركات على حد سواء من هذا التحول نحو التعلم المستمر.
وأفاد بأن التعليم مختلف بشكل جذري في جميع أنحاء العالم، لكن تم قبوله على نطاق واسع أنه لتوظيف أفضل الأشخاص - وللحصول على أفضل وظيفة بنفسك - فإن الحصول على شهادة جامعية أمر أساسي. وقد كان هذا صحيحًا بشكل خاص في مجال التكنولوجيا.
ونوه بأن بالنسبة للطلاب ترتفع التكاليف ويشكك الكثيرون في قيمة الحصول على شهادة جامعية تقليدية عندما تكون التدريبات العملية متاحة. أما بالنسبة للشركات لا يزال يتطلب الأمر تدريبًا على رأس العمل للموظفين الجدد ومع ازدياد حاجة الصناعات المتنوعة للتخصص من موظفيها تتسع الفجوة بين ما يتم تعليمه في المدارس وما يحتاجه أصحاب العمل.
