- قال لي صديق: ذهبت أسلم على أحد كبار السن، ومن ضمن سوالفي معه قلت له: «عاش من شافك».. قال لي: أنت دعوت لنفسك وما دعوت لي؟ قلت: كيف كذا هذه دعوة وعبارة مشهورة.. قال: دعوت لنفسك، «عاش من شافك»؛ يعني أنت تعيش لأنك شفتني»!!
- العبارات حمالة الوجوه أو تلك التي لها معنيين أو أكثر، يظل تفسيرها الحقيقي بيد قائلها لهذا قالوا: المعنى في بطن القائل أو الشاعر.
- وهناك عبارات كثيرة لها عدة معان؛ مثل قولهم: خليك ذيب»، هل تعتبر مدح وكلمة طيبة أم تعد تنمرًا وسخرية بأن يشبه الإنسان بحيوان فيه مكر وخداع.. ومثل جملة «زي وجهك» أهو تعبير مرض، أم له مآل آخر؟.. ومنها لما تقول لشخص «بيض الله وجهك».. ومثل قول المصريين «إحنا إخوات»... الخ.
- العبارات حمالة الوجوه مشكلتها في سوء فهمها أو خشية مآلات تفسيرها، لذا ربما تسبب القلق للآخرين، خاصة عندما تقال بحضرة ناس يتلقونها بسخرية وضحك، وهو أمر قد يغضب من قيلت له.
- تذكرت قصة الشاعر العربي «الحطيئة» الذي اشتهر بهجائه اللاذع، وما ترك أحدًا ما هجاه، لقد هجا كل أحد حتى أمه وحتى نفسه ما سلمت منه. هجا الحطيئة صحابيًا جليلًا اسمه «الزبرقان بن بدر» في زمن عمر بن الخطاب، وقال له:
دع المكارم لا ترحل لبغيتـهـا
واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
- شكاه الزبرقان إلى عمر، وكأن عمر في بداية الأمر ظنها مدحًا يستحق الشكر، ثم سأل عمر الشاعر حسان بن ثابت عن مقالة الحطيئة وتبين له أنه هجاءً وليس مدحًا، فحبسه عمر حتى شفع فيه عبد الرحمن بن عوف فطلب منه عمر أن يتعهد بالا يهجو احداً، وأعطاه ثلاثة آلاف درهم واشترى بها أعراض المسلمين.
في الأخير..
في علاقاتك مع الناس ينبغي انتقاء العبارات السليمة الخالية من الاتجاهات المختلفة في معانيها.. ويفترض عدم الحكم مباشرة على كل جملة وعبارة حمالة وجوه إلا بعد تروٍ وتمييز بين ما كان في سياق المزاح والمداعبة وما كان في سياق الذم والقدح، فالأصل في الكلام البراءة ما لم تحفها شوائب ويحيط بها مكر.
* قفلة
قال أبو البندري غفر الله له:
أروع (حُسْن) يتجمل به المرء هو (حسن الظن).
ولكم تحياتي،،،