- عالمنا العظيم الكبير متسع الحدود نستطيع رسمه باتقان في لحظات ونستطيع أن نسمي موانئه وعواصمه وأهم البلدان نستطيع ذكر ألوان أعلامه المطبوعة على قماشة بيضاء بكل اقتدار ونستطيع أن نعدد المميزات التي وهبها الله لكل قطر من الأقطار ولا نستطيع رغم كل ذلك أن نتخيل السلام يحيطها من كل مكان وسبب ذلك صناع الحروب الذين يسعّرونها كل حين يحبون إشعالها دون أن تؤنبهم ضمائرهم ولو همسا فيعقلون، لا يهمهم المكان بقدر مايهمهم كيف تفنى البشرية بالقتال، هم وأقصد ب»هم «صناع الحروب ففي كل حرب لايهمهم من الاحصائيات سوى احصاء كم باعوا من السلاح وكم استنزفوا من الأمول، وهل أثبت السلاح جودته في الدمار أم يحتاجون لتعديل الشر الكامن فيه ليصبح أفتك بالإنسان.
- هناك منظمات شتى بمسميات رنانة تتخذ شعارات مرسومة تطابق العنوان وأهداف غاياتها كثيرة بعضها نبيلة بالأخلاق وبعضها إنسانية في الأعمال وبعضها تنادي بالحقوق وبعضها ينادي لنبذ الفرقة والعنصرية والتعصب بكل الأشكال، وبعضها للأسف تدعوا لمخالفة الفطرة والتحرر مما يسمونه قيود، وأنا سأعرج بالإشارة على من ينادي بحقوق الإنسان وعن من يطالب بحقوق الحيوان «تكرمون» وسأتصورهما في سباق مقتبس من قصة الأرنب والسلحفاة، وحق «الإنسان» سأشبهه بالأرنب و «السلحفاء ستكون أصوات من ينادون بحقوق الحيوان» وباقي الحديث ستستنتج هدفه ومضمونه دون أن أكتب كثيرا من الحرف فالنتيجة في السباق معروفة فقد نالت السلحفاة مالم ينل ربعه الإنسان.
- دول العالم المتقدمة بُترت إنسانية معظمها فالأسرة آخر الاهتمامات وينحصر ذاك الإهتمام أحيانا في ليلة الخامسة والعشرين من ديسمبر في كل عام ،فالرائي يعرض كثير من الأفلام تنعش الترابط بين الأسر ويصبح كبير السن في تلك الأفلام محاط بالأحباب ،والأم والأب مصدر الإهتمام فيرون أبنائهم في ذلك اليوم أما عن باقي أيام العام فالكل في غربته تائه عن الشعور والمسؤلية والحنان، بينما نحن العالم المتأخر كم يسموننا كل تلك العلاقات الأسرية التي تظهر لديهم في يوم من العام لدينا حاضرة الحمد لله طوال العام وفي المناسبات وحتى في الرفع بين السجدات وكل ما أخشاه أن يضفى علينا مسمى «عالم متقدم» ولكن نفقد ما هو أعظم من المسميات.
*حقوق:
- راعي حرمة الزمان والمكان وحق والديك سدده وعجل في السداد وأجزل لنفسك العطاء وخير العطاء دعاء لنفسك تتحراه في أوقات إستجابة الدعاء.