@Khaled_Bn_Moh
-في الأسبوع الماضي أعلنت هيئة الإحصاء عن نتائج نشرة سوق العمل للربع الثالث من عام 2023م، و وفقاً للمؤشرات المعلنة؛ أرى أننا ما زلنا في المسار الإيجابي بعد إجراء العديد من الإصلاحات التي تمت على سوق العمل في الفترة الماضية، وفي هذا المقال سأتطرق لبعض المؤشرات والتي أتابعها بشكل دوري في نشرات سوق العمل.
- أحد أهم المؤشرات التي أحرص على متابعتها في جميع نشرات سوق العمل هو معدل البطالة للسكان، ومتابعة هذا المؤشر لا يقل أهمية عن باقي المؤشرات، بسبب انعكاسه على كثير من القرارات والتوجهات والتقييمات الخاصة بأسواق العمل، ومن خلال متابعة هذا المؤشر، وصل في الربع الثالث من عام 2020م إلى 8.5%، واستمر بالانخفاض بشكل واضح حتى وصل إلى 5.1% في الربع الثالث من هذا العام، وبإرتفاع طفيف بمقدار 0.2 نقطة مؤية عن الربع الثاني من عام 2023م، مما يؤكد على فعالية الإصلاحات التي تم تطبيقها في سوق العمل، والتي أشادت بها معاهد ومنظمات عالمية مختصة في الاقتصاد وأسواق العمل.
- وفقاً لمؤشرات النشرة؛ نجد أن بطالة السعوديين ما زالت في المسار الآمن بالرغم من ارتفاعها الطفيف عن الربع الثاني من نفس العام، ووصلت معدلات البطالة للسعوديين إلى مايقارب 8.6%، حيث شكلت بطالة الذكور منها استقراراً عند 4.6% مع ارتفاع في بطالة الإناث بمقدار 0.6 نقطة مئوية عن الربع الثاني من نفس العام ليصل إلى 16.3%.
- كوجهة نظر شخصية لا أرى أي قلق من هذا الارتفاع طالما تم تحقيق العديد من المستهدفات التي تخص الإناث في سوق العمل قبل موعدها المستهدف، وتمركز معدلات البطالة بين 8% و 9% حتى عام 2025م، وإضافة لذلك «غالباً» مانرى الانخفاض في معدلات البطالة واضحاً في الربع الرابع من كل عام.
- الملفت في سوق العمل للربع الثالث من عام 2023م بحسب بيانات المرصد الوطني، وصول عدد المشتغلين السعوديين في القطاع الخاص إلى مايقارب 2,283 مليون بنهاية الربع الثالث، وهذا يعتبر من الأرقام القياسية التي وصلنا لها، حيث أسهمت برامج وقرارات التوطين في الوصول لتلك المستويات، وأيضاً لا ننسى الدور الرئيس للبرامج والمبادرات التي يقدمها صندوق الموارد البشرية لدعم تمكين وتوظيف السعوديين والتي استفاد منها العديد من منشآت القطاع الخاص.
- وفقاً لمعدلات البطالة للسعوديين بحسب المستوى التعليمي، نجد أنها مازالت تتركز في التعليم الثانوي للذكور، وفيما يخص الإناث فنجد أنها تتركز بشكل كبير على الحاصلات على البكالوريوس أو ما يعادلها، ولذلك مازلت أرى أهمية العمل على استراتيجية خاصة بتحويل المسار التخصصي للمتعطلين عن العمل في التخصصات التي تشبع منها السوق أو تعتبر غير مطلوبة بالوقت الحالي لتجنب الهدر في استثمارات التعليم، وكوجهة نظر شخصية أرى أن هذا الملف مشترك بين وزارتي الاقتصاد والتعليم.
- وفقاً للمناطق الإدارية في المملكة، تظهر مؤشرات النشرة بأن بطالة السعوديين في مناطق نجران والشرقية والرياض أقل من المعدل العام لبطالة السعوديين «نجران 6.2%، الشرقية 6.4%، الرياض 7.1%”، وأعلى معدلات البطالة للسعوديين نجدها في منطقتي جازان والباحة بـ 14%، وما زلت أرى أهمية لتفعيل دور لجان التوطين المناطقي في جميع مناطق المملكة؛ للمساهمة في تقليل معدلات البطالة، واستغلال الميز التنافسية للمناطق.
- ختاماً؛ الطريق لتحقيق مستهدفات سوق العمل وفقاً لرؤية المملكة ما زال آمناً، وتعتبر المملكة من الدول الأقل تغيراً في معدل البطالة على مستوى مجموعة العشرين للربع الثالث من عام 2023م، ومع التوجه للخصخصة والتركيز المناطقي والقطاعي يزداد تفاؤلي في مستقبل سوق العمل بالمملكة بشكل أكبر.