لا شيء يوجع الدماغ و يرفع الضغط مثل ان تكون المسئول في رابطة دوري المحترفين عن جدولة المباريات الخاصة بالدوري فالعمود الفقري لتلك الجدولة غالباً يكون جاهزاً لكن التغيرات التي تطرأ اثناء الموسم تجيب الشيب و اتذكر الأخ العزيز و الصديق الجميل احمد الراشد عندما كان المنوط بهذه المهمة انه قال (انا راح تجيني قرحة من كثرة الاتصالات الي تردني اعتراضاً و اقتراحاً و ظرفاً طارئاً) و لم يكن هناك شخصاً اسعد منه حينما تخلص من هذه المهمة !
بداية الموسم استبشرنا خيراً حينما اصرت الرابطة على لعب كلاً من الهلال و النصر بعد ٤٨ ساعة فقط من فراغهما من نهائي الحوية حتى لا نبدأ موسمنا بتأجيل و ان كان ٢٤ ساعة زائدة لم تكن لتؤثر لكن كلا الناديين التزم الصمت و لعب مباراته الافتتاحية في وقتها و لكن بعد ذلك تغيرت الكثير من المواعيد و التواريخ و بعضها ممكن تقبلها و الآخر يصعب على المتضرر منها القبول بها !
قبل ان يلعب الاتحاد بطولة كاس العالم طالب الجميع بتأجيل مباراته امام ضمك و هذا الطلب وجد لم يجد القبول من قبل الرابطة و شخصياً انا مع الرفض لكن مع تغيير بسيط الا وهو نقل المباراة لتكون على ارض الاتحاد كونها بالدور الاول و بذلك تكون الرابطة ضربت عصفورين بحجر بعدم التأجيل و عدم حاجة الاتحاد للسفر لكن الرابطة اختارت الالتزام بالروزنامة و لها الحق في ذلك !
ظروف الأحوال الجوية اجبرت الاتحاد على عدم الذهاب لحائل و لا اكاد اجد مغزى لتأجيل المباراة حتى تاريخ ٧ فبراير مع العلم ان الاتحاد سيلعب مباراة الكأس ضد الفيصلي بتاريخ ٤ فبراير أثناء الادوار الحاسمة لبطولة آسيا للمنتخبات و لأني اثق بحول الله في أخضرنا بتواجده في نصف النهائي فكلا المباراتين معرضة للتأجيل مرة آخرى مما يضعنا في معضلة اعادة الجدولة مرة آخرى !
شخصياً كنت احبذ تأجيل مباراة الطائي و الاتحاد يوماً واحداً فقط لتلعب عصر يوم الأحد ٣١ ديسمپر فالتوقف الحالي بسبب الاستعداد لبطولة آسيا و ليس ملزماً من قبل الفيفا و اختيارات مانشيني لكادش و الغامدي من الاتحاد و لم يكن ليضر لو تأخرا يوماً واحداً عن المعسكر بدلاً عن تأجيل المباراة لمدة ٥ اسابيع و اختيار وقتاً يبدو لي غير مناسباً البتة و ربما يتعرض للتغيير مرة آخرى مع العلم ان الجدولة من منتصف فبراير ستكون مزدحمة جداً بالذات للثلاثي الهلال و النصر و الاتحاد لتواجدهم في كل البطولات المتاحة لهذا الموسم !
مرة آخرى ادرك تماماً ان الكلام عن الجدولة سهلاً جداً و التنظير اسهل لكن الواقع و التطبيق مزعجاً و متعباً و ربي يعين كل من يعمل في (الجدولة) و يارب ان تجعل ٢٠٢٤ سنة خير و بركة على وطني و جميع من يقيم على ارضه و ان تكون راية لا إله الا الله محمداً رسول الله خفاقة و كل عام و الجميع بصحة و عافية !
@DrKAlmulhim