@Fahad_otaish
الخطاب الملكي السنوي، الـذي ألـقاه نيابة عن خادم الحرمين الـشريفين، صاحب الـسمو الملـكي ولـي الـعهد «يحفظهما الله» ، في افتتاح الـسنة الـرابعة من الـدورة الثامنة لمجلس الـشورى، أكد عدة حقائق، أولها أهمية هذا المجلس الذي يضم صفوة من أبناء الوطن أصحاب الكفاءة والخبرة في مختلف المجالات الـسياسية والاقتصادية والإدارية والأمنية أيضاً باعتباره مؤسسة شورية قادرة علـى إبداء الـرأي واقتراح الأفكار القيمة التي تعضد الجهات التنفيذية في الـدولـة، وتوجيه الملاحظات
والاستفسارات في كل ما يهم الوطن والمواطن. - وكذلك فإن هذا الخطاب يشكل خارطة طريق تحدد أهم ملامح المرحلـة الـقادمة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والعمرانية وفي المجالات المحلـية والـدولـية والإقلـيمية، كما أن هـذا الخطاب يعزز دور مجلـس الـشورى في المجالـين الـرقابي والـتشريعي، ويحفز مشاركة المجلـس في توجهات الـدولـة بجميع مؤسساتها في العمل علـى تلـبية الـطموحات والـتطلـعات، إلـى جانب دور المجلـس في مناقشة التقارير الـسنوية عن أداء الجهات الحكومية وتقييمها، وكذلك دراسة ما يستجد من الأنظمة وكل ما يحال إلـيه من موضوعات للمناقشة وإبداء الـرأي وتقديم الاقتراحات
الـنافعة، خاصة وأن المجلس يظهر حرصاً واضحاً علـى أن يقوم بدوره في تحقيق أهداف رؤية 2030 ، ومواكبة ما يحققه الوطن من إنجازات عمرانية واقتصادية وتعليمية في كافة المجالات والحمد لله، ويزيد من عزم المجلس في كل ذلك ما هو حافز أيضاً لجميع المؤسسات في الـدولـة ما أكده سموه الـكريم في الخطاب الملكي أمام المجلس.
بلادنا ماضية في نهضتها الـتنموية والـتي تسهم في المحافظة علـى مكانتها المتقدمة عالمياً وتوفر سبل الحياة الـكريمة لـلـمواطنين حيث حققت أكثر من
% 50 من مؤشرات الـتنمية المستدامة للأمم المتحدة، كما أن الاقتصاد الـسعودي تطور ليكون عام 2022 الأسرع نمواً بين اقتصاديات دول مجموعة الـعشرين في الـناتج المحلـي والـناتج المحلـي غير النفطي إضافة إلـى ما تم تحقيقه في مجال الـسياحة بنمو وصل إلـى 64 % في الـربع الأول من عام 2023 ، ونتيجة لحرص المملـكة علـى تيسير مناسك الحج والعمرة، فقد استقبلت حوالي مليوني حاج وأكثر من عشرة ملايين معتمر خلال الـعام الماضي، كما استضافت خلال نفس الـعام اجتماعات دولـية وإقلـيمية ضمت أكثر من مئة دولـة من دول العالم إضافة إلـى قيام المملـكة بإجراءات عقد القمة العربية الإسلامية المشتركة الـتي أطلقت المملكة وشقيقاتها من خلالها، حراكاً دولياً ضاغطاً لـنصرة الـشعب الفلسطيني الشقيق في غزة
ووقف العدوان وإنهاء الحصار والـسماح بدخول المساعدات الإنسانية من كافة المعابر المؤدية لقطاع غزة.
- كل ذلـك يأتي امتداداً لـلـدور الإنساني والـعالمي والإقليمي الـذي دأبت المملكة على القيام به منذ عهد الملك عبدالـعزيز «طيب الله ثراه» ، وواصلـت الـقيام به في عهود أبنائه من بعده «يرحمهم الله جميعاً» وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الـشريفين «حفظه الله» ، الـذي طالما أكد، كما أكد سمو ولي العهد «يحفظه الله» بأن المملكة مستمرة على هذا الطريق – بإذن الله- يحالفها عونه وتأييده.