قال شاعر نبط:-
أنا لى ديرةٍ حبّهْ على مثلي من الايمانْ .
ومن لهْ ديرةٍ عقْب المغيب ينصاها.
شخصياً لا أرى بأساً أو نقيصة في امرئ يحب مسقط رأسه، أو يميل إلى قوم أو أصدقاء من نفس المنطقة، يحملون ذات الذكريات المدرسية والحارة، وما يُعرف بداهة أن هذه طبيعة بشرية لا إثم فيها ولا إيذاء لأحد، بشرط أن لا يكون هذا الحب على حساب الوطن الكبير ِ.
قال الشاعر : -
نقّل فؤادك حيث شئت من الهوى
مالحب إلا للحبيب الأولِ
كم منزل في الأرض يألفهُ الفتى .
وحنينهُ أبدا لأول ِمنزلِ
- كلمة « المناطقية « أجدها تتردد هذه السنين في النشر الإلكتروني، وأظن أن التذمر منها موجود فقط في شرقنا العربي، أو بالأحرى وجودها، وهي غير موجودة أبداً في دول مثل بريطانيا أو أمريكا أو اسكندنافيا، أو استراليا أو الهند أو اليابان .
- رئيس الوزراء في بريطانيا - مثلاً - قد يكون من إنجلتراً أو ويلز أو سكوتلندا أو ايرلندا . ولا يتوقع البريطانيون - ولا في الحلم - أن يأتي بوزير مالية فقط لأنه من منطقته . وكذا في أمريكا ، فالأساس في القضية هو كفاءة الرجال ، ومدى ما يستطيعون تقديمه لأرضهم وناسهم.
ثم إنني لم أعثر على كلمات او تعابير مطابقة للمفردة « المناطقية « أو مناطقية « في لسان العرب أو القاموس المحيط أو غيرهما تدل على أنها استعملت في لغة العرب أو آدابهم.
- من هنا ومن كثر سماعي لكلمة «مناطقي « بدأتُ أفكر في تغيير الكلمة إلى مفردة ( إقليمية ) فمن غير المعقول أن نتداول كلمة غير موجودة والإقليمية مفردة موجودة إذاً لماذا نرفضها؟ وماذا تعني أصلا؟؟ ولماذا نغضب ونتشاءم منها ؟ هل هي قبيحة إلى هذه الدرجة؟
لنقل الإقليمية بدلًا من المناطقية، أو حب البقعة إذاً، فبعد التمعن في الأمر اتضح أنها موجودة بل مغروسة (قصدي الإقليمية) في نفس كل إنسان، وهي ليست تهمة، بل جاءت (قصدي الإقليمية) عند كل الشعوب كإقليمية الفن والمسرح وأدب المكان .
- لاحظوا شيئا : السعوديون الذين قضوا شطراً من حياتهم الدراسية في أمريكا، في جامعة أو مدينة واحدة، نجد بينهم رابطاً قوياً بعد عودتهم إلى الوطن، ربما يفوق رابطة القرية أو المدينة، وأحد الأسباب في رأيي هو أن حديثهم يثري الذكريات، لكنه لم يلههم عن حب مساقط رؤسهم.