- في الحديث يا سادة.. «اتخذ النبي – صلى الله عليه وسلم - خاتمًا فلبسه، ثم قال: شغلني هذا عنكم منذ اليوم، إليه نظرةٌ وإليكم نظرةٌ، ثم ألقاه».
- هذا الحديث لكأنه يستقرئ أحوالنا اليوم مع الجوال والتقنية .. والحديث عن سلبيات «الجوال» قضية باتت ظاهرة لكل ذي عينين.. فإدمان الجوالات اليوم قلل التركيز، وعلى قول الدكتور أحمد العرفج: صار الإنسان يقفز كالقرد في الدقيقة الواحدة يقفز لعشرات الموضوعات، ومن يتابع الكتب الغربية يجد أن الغربيين بدأوا يصدرون الكتب التي تعيد للإنسان تركيزه الذي سرق منه»، ويقول العرفج: إن الجوالات أفسدت متعة المجالس، حيث أصبح الناس يجتمعون في مكان واحد، وكل واحد منهم في عالمه».
- جملة: «شغلني هذا عنكم منذ اليوم» تقول لك: لا تنشغل عن أصحابك وجلسائك إلا بأمر لا بد منه. * أزل أو خفف الأشياء التي تشغله عمن حولك.
* الحديث يقول: الأهم يقدم على المهم، من حق جليسك أن تسولف معه، تسمع منه، تقبل عليه لا سيما الوالدين ومن لا يحبذ إدمان التقنية أو من كانت له حاجة، الإصغاء إلى المتحدث والإقبال إليه.. ليس ترفًا بل مهارة تدرس وسنة نبوية وسلوك نبيل، وكثيرون يفتقدون لمهارة الانصات والاصغاء الجيد للآخرين...وقد تنجم مشكلات بين الازواج بسبب هذه المشكلة وهو ما يعتبر طلاق صامت.
- من الضروري تعلم مهارة الاستماع والإصغاء الجيد؛ لأنها تقربنا من بعضنا البعض، وتفتح لنا مجالًا أكبر للتعرف على من حولنا، وتعزز التواصل بيننا.. الإصغاء والانصات فن من فنون التحضر والرقي، ويسمونه السحر الأبيض، فحولنا ناس لا يرغبون منا سوى مجرد الإصغاء والاستماع. ما أجمل السلف والسابقين في تمثلهم للصفات السوية والأخلاق القويمة يقول عطاء بن أبي رباح: إن الرجل ليحدثني بالحديث، فانصت له كأني لم أسمع هذا الحديث من قبل، وقد سمعته قبل ان يولد»
. وعلى كل ما سبق لا أظنه يشمل الثرثار وهواة «تفاصيل التفاصيل» الذي يسرد سالفة عادية في ربع ساعة وهي لا تتجاوز نصف دقيقة.
* قفلة:
قال أبو البندري غفر الله له:
العلاقات الإنسانية بالشعور وليست بالحضور.
ولكم تحياتي،،،