حفاظاً على إيقاع صحة المواطن والمقيم، صدر تنظيم معدل باللائحة الصحية للقطاع الخاص الأسبوع الماضي معتمداً من مجلس الوزراء الموقر بتاريخ 2023-12-29، وكان من أهمها التركيز والاطمئنان على مستوى وتجويد الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين والمقيمين بحد سواء.
القرار يلزم القطاع الخاص بمسؤوليات أعلى أنيطت به سابقاً من حيث الكم والعدد والأقسام العلاجية والوقائية لترتقي به الآن بمستويات متميزة وترفع سقف الأداء والجودة بالخبرة الواسعة للاستشاريين و الإخصائيين في نفس التخصص .. حيث أن هناك حاجة ملحة لضمان مستويات علاجية تعطي نتائج ملموسة وترفع من مستوى صحة المراجعين وتراعي الوصول الى مقاييس عالمية تبعد ما أمكن عن أي أخطار او أخطاء طبية يتعرض لها المرضى.
سعت الدولة ممثلة في وزارة الصحة بدعم القطاع الخاص لعقود من الزمن لتجعله موازيا للخدمات الصحية المقدمة من القطاع الحكومي إيماناً بتقديم الرعاية الصحية، وما يدعو للاطمئنان على التحول الصحي القادم قريباً عطفاً على إشراك القطاع الخاص بصورة متوازية وبإمكانيات متماثلة في القطاع الصحي الحكومي، وما آلت اليه تلك السنين من دعم ومسيرة أبرزت القطاع الصحي الخاص خير دلالة على ذلك.
ها نحن نرى القطاع الصحي المتمثل بالمستشفيات والمستوصفات والعيادات، يحقق مستويات عالية من الجودة بالانتشار الكمي والنوعي، فأصبحت تدير وتشرف وتباشر أعلى مستويات الخدمة العلاجية من المستوى الأول والثاني والثالث، حيث تجري عمليات متقدمة لجميع أفرع التخصصات، والآن نرى تدخلات جراحية ووقائية في أمراض القلب والأوردة، وجراحة العظام والمخ والأعصاب وغيرها من التخصصات التي كانت متوفرة فقط في المستشفيات الحكومية والمتخصصة.
إن المملكة قارة شاسعة مترامية الأطراف ومع زيادة السكان بحسب الإحصائية الصادرة حديثاً بتجاوز عدد السكان 33 مليون نسمة واستقطاب المزيد من المقيمين والزوار حسب خطة رؤية المملكة 2030، وما تحمله بين طياتها من أحداث وزيارات اقتصادية وسياحية ورياضية، أمر يستدعي تجويد الخدمات الطبية لتواكب التطلعات، ورفع مستوى تأهيل الأطباء بخبرات وتخصصات فهو ضمان وصمام أمان لتقديم الخدمة بمعايير يثق بها متلقي الخدمة وتصبح لدينا ايضا سياحة طبية.
إحدى أولويات رؤية المملكة 2030 والتحول الصحي، أن يتم رفع العمر الافتراضي للمواطن، بما يتماشى مع برامج الصحة العامة والوقاية من الأمراض المزمنة كأمراض السكر والضغط التي تقلق المجتمعات وتعتبر معياراً لسلامة وصحة المواطن، ولهذا فإن رفع مستوى تأهيل العيادات الخاصة والمجمعات الطبية بكوادر تجمع بين العلاج والوقاية، ويديرها أطباء مؤهلون وذوي خبرات تخصصية.. يعتبر أمراً إيجابياً ويلتقي مع مستهدفات رؤية المملكة .
*إخصائي إدارة مستشفيات