تعاني شركات الشحن العالمية في الوقت الحالي، من ارتفاع التكاليف، وتأخير البضائع، فيما قالت شركة الشحن الدنماركية العملاقة "ميرسك" إنها أوقفت عملياتها عبر البحر الأحمر، بعد أيام من استئنافها بعد تشكيل تحالف بحري لحماية السفن، فيما أوضحت مجموعة الشحن الفرنسية "سي إم إيه سي جي إم" إن أسعار شحن الحاويات من آسيا إلى البحر الأبيض المتوسط سترتفع بنحو 100% اعتبارا من 15 يناير المقبل، مقارنة بالأول من يناير.
ونوهت شبكة "سي إن بي سي" بالتوترات في منطقة الشرق الأوسط، فيما قالت شركة ميرسك: "سنواصل إيقاف حركة جميع البضائع مؤقتًا وسنقوم بتقييم الوضع باستمرار".
واختارت العديد من شركات شحن الحاويات تجنب البحر الأحمر وحولت مسار سفنها لتطوف حول أفريقيا. ويزيد تغيير مسارات السفن من قبل شركات الشحن التجارية التكاليف ويتسبب في تأخير تسليم السلع بما في ذلك الغذاء والوقود، وفق ماذكرت شبكة بلومبيرج الأمريكية.
ميرسك تتصدر المؤشرات
حققت شركة "ميرسك" يوم الأربعاء مكاسب قوية للجلسة الثانية على التوالي حيث قام المستثمرون بالتداول على أسهم الشركة.
تصدرت الشركة الدنماركية المؤشر الأوروبي ستوكس 600 Stoxx 600 وارتفعت أسهمها المدرجة في كوبنهاجن بشكل مؤقت بنسبة 5.1% بعد ارتفاعها يوم الثلاثاء بنسبة 6.4%. وارتفعت أيضا أسهم شركة "هاباج لويد" الألمانية.
ورفع محللو بنك "جولدمان ساكس تصنيفهم لسهم ميرسك وقالوا إن الزيادة في أسعار الشحن من المرجح أن تستمر في الأسابيع المقبلة مع تعطل طرق الشحن العالمية مما يؤدي إلى نقص في عدد السفن خلال فترة ما قبل السنة القمرية الصينية.
ماذا يعني تغيير مسار السفن؟
يضيف تغيير مسار السفن إلى رأس الرجاء الصالح ما يقرب من 30% على تكلفة شحن السفن بين آسيا وأوروبا ما يحد من قدرة الحاويات العالمية على الوصول، وهو الأمر الذي قد يستمر لأسابيع أو ربما لأشهر، وفق ماذكرت شبكة سي إن بي سي الأمريكية.
وذكر محللو جولدمان ساكس إن آسيا وأوروبا هي أكبر ممر تجاري لشركة ميرسك وقد تضاعفت أسعار الشحن على هذا المحور ثلاث مرات تقريبًا عن مستوياتها في أوائل ديسمبر.
لاعودة لحالة كوفيد
ومع ذلك، لا يتوقع المحللون العودة لنفس المستوى من اضطراب سلسلة التوريد العالمية كما حدث خلال جائحة كوفيد-19 وهو الأمر الذي أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار الشحن وأرباح قياسية للشركات بما في ذلك ميرسك.
