تواجه صناعة الشحن العالمية أزمة غير مسبوقة في عام 2024، إذ تتسبب التوترات في الشرق الأوسط بعدد من التأثيرات المتفاقمة في المنطقة، ويتحمل كبار تجار التجزئة إلى جانب منتجي المواد الغذائية العبء الأكبر من هذه الاضطرابات، إذ يتوقع ارتفاع أسعار البضائع والغذاء بصورة ملحوظة في 2024، وفق ما ذكر موقع بي إن إن بريكينج.
عاصفة من الاضطرابات
تساهم في هذه العاصفة الكاملة، الحروب المستمرة وحالات الجفاف التي تؤثر على الطرق الحيوية مثل قناة بنما. وتبحر سفن الحاويات الآن حول أفريقيا ما أدى إلى مضاعفة تكاليف الشحن التي يمكن أن تترجم إلى ارتفاع أسعار على المستهلك. على الرغم من هذه التحديات، لا يزال بنك "جولدمان ساكس" متفائلاً متوقعًا أن يكون تأثير التضخم الناجم عن هذه الاضطرابات غير ضخمًا كما كان في الجائحة بين عامي 2020-2022.
إعادة تقييم التجارة العالمية
يثير تواتر وحجم هذه الاضطرابات إعادة تقييم عميقة في صناعة الشحن وتمتد عملية إعادة التقييم إلى ما هو أبعد من مجرد شركات الشحن لتصل إلى قلب التجارة العالمية. وتشمل التأثيرات غير المباشرة على حركة الشحن العالمية إطالة مسافات ووقت الإبحار حول رأس الرجاء الصالح.
وتشير التقديرات إلى انخفاض بنسبة 5.1% إلى 6% في سعة الشحن العالمية أي ما يعادل 1.45 إلى 1.7 مليون حاوية، وفق ماذكرت مجلة جلوبال ترايد.
تتضمن التحديات الأخرى التي تواجه شرق الولايات المتحدة وصول علاقات العمل إلى نقطة تحول مع مناقشات حول الإضرابات المحتملة والمفاوضات العمالية. فيما ذكر محللوون أن التأخيرات ليست كبيرة ولكنها أمر يجب على الموردين أخذه في الاعتبار عند تخطيطهم اللوجستي.
زيادة في تأخيرات أيام الشحن
قال جون جانسون خبير خدمات الشحن الدولي :"فيما يتعلق بالشحنات التي تمر عادةً عبر قناة السويس على سبيل المثال فقد شهدنا تمديد فترات العبور بما يصل إلى ثمانية أيام بالإضافة إلى ذلك شهدنا تأخيرات طفيفة في التحميل من بلد المنشأ".
بينما قال جيفري نانوس الخبير في خدمات الشحن "يوجد تأخيرات في أوقات الشحن لمدة أسبوعين".
ارتفاع أسعار البضائع حول العالم
وبما أن العبور عبر المحيطات يستغرق وقتا أطول ويصبح أكثر خطورة، فإن تكاليف نقل البضائع من آسيا إلى أمريكا الشمالية وأماكن أخرى مثل أوروبا تصبح أكثر تكلفة بالنسبة لمقدمي خدمات الشحن.
وقالت تيريزا فانج المستشارة الدولية:"إن أي إجراءات يتم اتخاذها للتعامل مع هذا الوضع ستؤدي إلى مزيد من التكاليف وارتفاع التأمين البحري وتكلفة العمالة وتكاليف الوقود للسفن التي تسلك طرقًا مختلفة أطول".
وذكر جينج رونج الخبير الدولي :"إننا نشهد بالفعل زيادة قدرها 1000 دولار في المتوسط لكل حاوية شحن وأتوقع أن يستمر هذا المعدل في الزيادة حتى نهاية الشهر". وعلى سبيل المثال قد ترتفع أسعار نقل بعض الحاويات للبضائع المتجهة إلى الولايات المتحدة من آسيا إلى نطاق يتراوح ما بين 10.000 إلى 12.000 دولار. كما أن استمرار الاضطرابات لفترة أطول قد يكون لها تأثيرها المحتمل على التصنيع والسلع الاستهلاكية.