- كمْ من القلوب جبرت أو كسرت بكلمة، وكمْ من ابتسامة ارتسمت بكلمة، وكمْ من دمعة نزلت بكلمة، وكمْ من بيت تعمر بكلمة، وكمْ من بيت هدم بكلمة.
- مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت الكلمة متاحة للجميع، وعلى نطاق واسع، مما مكن الأفراد التواصل والقدرة علّى التعبير عن أنفسهم ومشاركة أفكارهم ومعلوماتهم، مما أحدث تأثيرًا كبيرًا على الكلمة وطبيعة استخدامها.
- تطور التعامل معها تقنيا، وذلك عبر الرسائل النصية أدى ذلك إلى تغيير في طبيعة وشكل الكلمة، حتى أضحت الرسائل أكثر قصرًا واختصارا، وأخذت طابع التسرع والاستعجال في بعض الأحيان الهائل رغبة في سبق الوصول بالمعلومة للمجتمع من خلال إغراءات مختلف المنصات مثل واتس آب، وX وفيسبوك وإنستجرام وغيرها. تلك فرضت طريقة لتموضع التعامل مع الكلمة، وتطلبت تحديد هذه الرسائل بعدد حروف معينة، وعلى أن تكون بشكل واضح وهادف وموجز، ومع زيادة جذب الانتباه عمل على بروز تأثير الصورة والفيديو، فأصبح الكلام يرافق المحتوى ليعززها ويوضح معانيها.
- هنا تيسر نشر الكلمة، وزادت مرونتها وسرعة فهمها أكثر من أي وقت مضى، مما أثر في نوع، وتنوع شكل هذه الكلمات ومضمونها، سواء كانت إيجابية أو سلبية، ففي الجانب السلبي تنامى وُجود ضعاف النفوس من البشر، من التمادي في نشر الأخبار الزائفة والشائعات التي تهدد الفرد وتضعف الأسرة، وهو ما يتطلب منا أن نكون حذرين، والعمل على التحقق من مصداقية المعلومات التي ترد إلينا قبل نشرها، وأن لا نساهم في الترويج لها، والتعامل مع الكلمات بحذر ووعي ونضج سواء من قول أو كتابة أو نشر صورة مذيلة بكلمة.
- خلاصة القول مع تسارع ووجود وفعالية أدوات وسائل التواصل الاجتماعي، والتي أحدثت تحولًا في طبيعة الكلمة واستخدامها، وتطوير التعبير بها والتواصل منها، وسبل نشرها، بإيجابيتها وسلبياتها، هنا توجب أن نتعامل مع الكلمة بشكل مسؤول مع الالتزام في اختيار المفردات والجمل والسياقات السليمة. وتعزيز القدرة لتحسين مهارات الإدراك والفهم والتعبير، وذلك بالوعي والاستيعاب والقراءة والاستماع الفاعلين.
* جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل