-أحيانا تقابلك إبداعات وامتيازات لم تكن على طريقك ولم تكن من ضمن خطتك .
- أتذكر قبل أعوام دخلت منشأة إعلامية وإذا بي بالخطأ دخلت على غرفة مأمور المكالمات ظنا مني أنها غرفة الإستعلامات , وطبيعي جدا أن أجد شخصا يؤدي عمله من خلال الاتصالات الهاتفية , كنت أظن أن دوره هو ربط المتصلين بالإدارات المعنية لهم وحسب حاجتهم ومعاملاتهم، ولكن إكتشفت أنه ماهر في طريقة التواصل ولديه مخزون جيد من المعلومات التي تخدم المتصل فيعلم هذا الإتصال ما ذا يحتاج وأي قسم سيفيده، أحسست بأنه مسؤول علاقات عامة من الطراز الرفيع , متمكن ونبرة صوته مناسبة لا يطلق عبارات مثل ( يمكن , ما أدري , يصير خير , ما نعرف , نشوف ) بل عبارات محددة واجابات دقيقة ووافية , حقيقة فرحت بهذا الخطأ الذي أدخلني عنده وأثنيت عليه فرد قائلا هل تعلم أن ما يسمى (بالسنترال ) هو واجهة المكان الأولى وبالتالي الإنطباع الأول يظهر منه.
- حقيقة أبهرني رده وفعلا أعدت التفكير في أشياء كثيرة نظنها سهلة واعتيادية بينما هناك أناس متميزون بها إلى حد يفوق توقعاتنا.
- موخراً راجعت أحد المصارف لإجراء معاملة تتطلب حضوري وأثناء إنتظاري لفت نظري رجل الأمن الخاص بالمصرف يؤدي دوره بإتقانٍ عالٍ ، يعرف عند دخولك ما ذا تحتاج وإلى من يجب أن تذهب ويعرف أسماء الموظفين جميعا، كل هذا قد يكون جيدا، بعد أن انتهيت وأثناء التوجه لبوابة الخروج وجدته يشرح للعملاء أي مشكلة يواجهونها ويتحدث بمعلوماته بثقة وطلاقة فمثلا إن واجهت أحد العملاء مشكلة في تنشيط بطاقته الجديدة يذهب معه للجهاز الآلي ويعلمه الخطوات بكل تفاصيلها .
-شرح وافٍ لكل العمليات المصرفية بل وحلول المشاكل التي يواجهها العميل والاجابات عليها قبل دخوله للموظف حقيقة لا أبالغ إن قلت لن أعجب لو رأيته موظفا للمصرف في أعمال المصارف وطريقة الشرح ووفرة المعلومات ، يوجهك بكل صغيرة وكبيرة حتى تغادر المصرف، والحقيقة ليس هذا العجب الوحيد بل أنه يكفي أنه بادر إلى عمل إضافي لم يطلب منه وعمل ليس بالبسيط رغم حساسية وظيفته ودوره الأمني في المصرف.
كثير من هؤلاء الرائعين نظن أن دورهم بسيط ولكن لديهم قدرات هائلة كسائق السيارة المنزلي و معقب المعاملات الحكومية وغيرهم الكثير بل لا أبالغ إن قلت حتى بعض مقدمي الشاي والقهوة يتفردون عن غيرهم بشكل كبير ومميز وواضح وملفت.
@Majid_alsuhaim