- يسر لي المولى عز وجل الوقت للقاء ببعض الأصدقاء القدامى الذين اعتادوا على تنظيم لقاءات بيننا في فترة الشتاء، لقاء هذه المرة جاء مختلفاً وخيمت عليه الأحداث الأليمة التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني في غزة.
- طلب مضيفنا أن لاندخل إلى الخيمة الفخمة، والجميلة التي نتحلق حول نيران الغضى في وسطها أخبار أو معلومات عن الأوضاع المأساوية التي لا تتوقف على مدار الساعة، في الحقيقة كانت محاولة، أو هي في الواقع محاولات لأن ينعم الجميع بأجواء الشتاء بدون سياسة حتى وإن كانت بدون ضحك كما جرت العادة في هذه اللقاءات الشتوية.
- في الحقيقة كانت تجربة صعبة وبعبارة أخرى لم نضحك كما كنا في الشتاءات السابقة، وهذا المناخ، والتجربة الغريبة في الحقيقة ذكرني بتجربة قبل سنوات طويلة حيث انتشرت إعلانات في أماكن رئيسية في المدينة التي كنت أعيش فيها تدعوا الناس لجلسات العلاج بالضحك! كانت المرة الأولى في حياتي التي أسمع عن هذا الأمر، ولا أعرف حينها ماهي الدوافع التي جعلتني أبحث عن تذكرة لحضور واحدة من تلك الجلسات، وبمعونة أحد الأصدقاء حصلت على تذكرة تمكنني من الانضمام لأحدى الجلسات التي كانت تعقد في مركز ثقافي كبير، هذه الجلسات تضم أعداداً من الناس في حدود الخمسين شخص، المهم أن حصولي على بطاقة المشاركة كان قبل اسبوع من الجلسة، هذه الفترة مرت صعبة من حيث أنني لم اتخيل كيف سيجعلون المشاركين يضحكون.
- كنت أفكر ولا أصل إلى تصور مقنع، أو موضوعين وعندها أقول في نفسي أن عليَّ أن لا أفكر في عبور الجسر قبل الوصول اليه، وأخيراً جاء موعد اللقاء الذي يفترض أن يكون الضحك هو مادته الرئيسة، ولاحظت أنه بمجرد حضور المشاركين رجال، ونساء، من مختلف الأعمار، والمستويات المهنية، والاجتماعية، تقدمت إلى منتصف القاعة سيدة ثلاثينية وطلبت من الجميع أن يبدأ بالضحك، وكانت النصيحة الأخيرة أنه إذا لم يستطع أحد الحاضرين تمثيل هذا الدور، فيجب عليه الالتفات للاخرين خاصة من يصدرون قهقهات عالية، كانت القاعة الصغيرة التي تضم المشاركين زجاجية بجوارها قاعات مشابهة وكل قاعة فيها عدد من المشاركين، الباحثين عن العلاج، والتداوي بالضحك.
ضحكت لانني يجب أن أضحك، ولان المناخ العام يبعث على المجاراة، لكن تبين لي إنه ضحك في ضحك.