في الـ 24 من فبراير العام الماضي باغتت روسيا أوكرانيا بحرب متعددة الجبهات، تحت مسمى "عملية عسكرية"، وكانت ذريعتها في ذلك ضمان أمنها القومي بمنع كييف من الانضمام لحلف شمال الأطلسي العسكري، الناتو، التي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.
الخطوة التي لم تكسب منها روسيا الكثير حتى الآن، تسببت في إثارة ذعر الدول المجاورة لها، والتي كانت لا تزال على الحياد بين معسكر روسيا والغرب، حتى اندلعت الحرب، فسارعت فنلندا -الواقعة على حدود روسيا مباشرة- والسويد المجاورة لها بتقديم طلب للانضمام للناتو في مايو الماضي.
Finland will formally join our Alliance in the coming days. Their membership will make Finland safer and NATO stronger. I look forward to also welcoming Sweden as a full member of the NATO family as soon as possible.
— Secretary General @jensstoltenberg pic.twitter.com/XOXS2TTRYx— NATO (@NATO) March 31, 2023
وفي حين وافقت دول أعضاء الحلف العسكري الغربي على انضمام الدولتين، وقفت تركيا معارضة لتلك الخطوة، الأمر الذي عطل انضمامها، حتى وافقت أنقرة الخميس الماضي بدخول فنلندا وحدها دون السويد، لتصبح أحدث أعضاء الناتو.
أثر انضمام فنلندا للناتو
بداية بعد دخول فنلندا تحت مظلة حلف الناتو، ستتعزز قدراتها العسكرية، إذ إن ترسانة الناتو المجهزة بأحدث الأسلحة ستكون في خدمتها بصفتها عضوًا ضمن التحالف.
إضافة لذلك فإنها ستضمن أمنها ضد أي مغامرة عسكرية روسية محتملة، وذلك استنادًا إلى المادة 5 من الحلف، والتي تقضي باعتبار الهجوم على حليف واحد في المنظمة هجومًا على جميع الحلفاء يستوجب الرد.
Finnish fighter jets and Allied aircraft train together over the Baltic skies.
Supported by air-to-air refuelers, the exercise involved up to 20 Allied fighter jets from as they honed their ability to operate effectively together pic.twitter.com/Tzq2t4U914— NATO (@NATO) April 1, 2023
يرى سفير فنلندا السابق في روسيا، رينيه نيبيرج، في مقال نشر على موقع مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، أن انضمام الدولتين الفنلندية والسويدية، لن يمثل تهديدًا مباشرًا لروسيا، لكن سيتبعه عواقب سياسية ونفسية خطيرة على موسكو، بتمكن الناتو من حدود الروس الشرقية المباشرة.
الأمر الذي قد ينتهي بإقدام روسيا على تبني سياسة خارجية أكثر حزماً ومواجهة، ما قد يؤدي إلى جولة جديدة من سباقات التسلح والتعزيزات العسكرية بين الروس والغرب.
تهديد روسي
على عكس ما يصرح مسؤولو فنلندا والسويد من أن انضمام بلديهما إلى الناتو لن يشكل تهديدًا لروسيا، فإن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يعتقد أن توسع الناتو ومشاطئته لبلاده، يمثل تهديدًا مباشرًا لأمنها، لذا فإن انضمام السويد وفنلندا إلى الحلف سيكون استفزازًا كبيرًا للروس، حسب ما تنقله هيئة الإذاعة البريطانية.
Russian MFA Spokeswoman Maria Zakharova:
The inadequate response from a number of Western countries to our decisions aimed at promoting Russia-Belarus military and nuclear cooperation is astounding.
These “concerns” are clearly intended for an uninformed audience,... pic.twitter.com/yAoWFx03jn— Russian Mission in Geneva (@mission_russian) March 31, 2023
الأمر الذي يتضح في البيان الذي نشرته الخارجية الروسية العام الماضي على إثر تقدم فنلندا بطلب الانضمام للناتو، وقالت فيه إنها ستضطر لاتخاذ إجراءات "انتقامية" حال انضمام جارتها المباشرة إلى الحلف المناوئ لها.
كما حذر الرئيس السابق دميتري ميدفيديف، الحليف المقرب للزعيم الروسي، من أن الانضمام إلى الناتو قد يدفع موسكو إلى نشر أسلحة نووية في كالينينجراد، المعزل الروسي بين بولندا وليتوانيا.
السويد تنتظر
في الوقت الذي سمح فيه لفنلندا بالانضمام لحلف الناتو، فإن رفيقتها السويد الراغبة في الانضامم أيضًا لا تزال تواجه رفضًا تركيًا هنغاريًا بالدخول تحت مظلة الحلف.
ورغم ذلك، قال الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، إن الأمل في انضمام السويد لهم لا يزال قائمًا مع حلول الصيف، بعد انتخابات الرئاسة التركية التي تجرى في مايو المقبل.
وفي حين تقدمت فنلندا والسويد معًا للانضمام لحلف شمال الأطلسي، في أعقاب العملية العسكرية الروسية العام الماضي، فإن الأخيرة تواجه مشكلة مع تركيا بشأن اتهام أنقرة لها بدعم الجماعات الكردية، وحتى التوصل لحل والحصول على موافقة آخر دولتين معارضتين لانضمامها إلى الناتو فإن السويد تعمل على حل الخلاف معهما للحصول على الإذن بدخول الحلف العسكري المناوئ لروسيا.