ونختلف عنها بأنها موسمية غالبا ونحن أحيانا بالمواسم ترتبط أمزجتنا ، هي تتباين في تفاصيلها ونحن نتباين في الطباع ولنا مواقف نسجلها في الاتفاق على أمر ما أو الإختلاف ورغم أنها لاتملك تلك الخاصية و بسبب تقديري العميق للزهور سأمنحها تلك الخاصية وسأجعل ألوانها مقياس أقيس به درجات الآراء ،فمثلا عندما يُطرح موضوعا ما أرى من يحترم رأيك ويظهر ذلك جليا بالمفردات أو بالإيماء كالزهرالأبيض، أما من يجادلك ثم بعد جداله يقتنع وتزول رواسب الإختلاف كالزهر الأخضر ومن يجادلك ثم يوافقك على مضض دون اقتناع كالوردي المتباينة درجاته ومن يغضب ويثور ويصفع الباب بكل جبورت ثم يعود متفقا بعد انفراده بنفسه ومراجعته لحقائق الأمور بالأحمر الناري ومن تثور براكينه عند اختلاف الآراء ويرمي حممه المتشبثه برأيه ولايقبل سوى غيرها بكل عناد وإصرار فهو كالأصفر الفاقع وفي كل هذا التباين في نوعية البشر في الاختلاف والاتفاق أرى إن حياتنا مهما طالت كحياة الزهور لا تدوم وهي أقصر من أن نحمل في قلوبنا ندوب إثر رأي طُرح مهما كان مقياسك من ألوان الزهور.
نمر على مساكن فكرية للبشر نلحظ تباين خاماتهم وتفاوت درجات أضواء قناديلهم الفكرية ومواقع سكنهم من سكن أفكارك ونتاجك فهناك من يكن جار فكرك وهناك من يكون لفكرك سابع جار وهناك من سيكون بعيد جدا لا ترى من فكرة سوى ما تبصره من المنار إلا أننا في نفس المكان كلنا نقيم وتقيم فينا الأفكار وكل فكر قيم وأستثني ما كان شريرا لا تنطبق على مواصفاته ملامح الإنسان وقيمته تكمن في كونه تكون وتمحور من عدة عمليات معقدة تشارك في إعدادها الحواس والدماغ والمشاعر والشعور.
ومن الجميل أن نرى خلال مرورنا على مساكن الأفكار الأدبية من يرسم ابتسامتنا ببضع حروف أو من يتشرف ويشاركنا بؤس مشاعره ويجعلنا نلحظ دمعته دون كسوف أو يجعلنا نطرب لشعر كتبه أو نقرأ من خلال أسماعنا جملة موسيقية لحنت رسمَهُ وفصلته أو يصحبنا في رحلاته و يدخلنا إلى اكتشافاته برموز جلية كتبت بأسرار اللغة العربية.
وهناك من يكتب فيجعلك تتعثر بذاتك بين سطوره فترى نفسك من خلال انعكاسات حروفه، حركاته تضبط ملامحك، لتستفهم كيف كتبك؟! كيف قرئك؟! وكيف بمهارة رسم ملامح مشاعرك؟