"لإيلاف قريش * إلافهم رحلة الشتاء والصيف* فليعبدوا رب هذا البيت* الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف"
هذه السورة تتحدث عن قريش وهم أهل مكة وقوم النبي عليه الصلاة والسلام، وناقشت أحوالهم في ذاك الزمان.
والقرآن الكريم حينما يتحدث عن شخصيات معينة فليست المسألة مجرد ذكر اسماء فقط وإنما أوردها كمثال والهدف من تلك القصة أو القضية هو فعل وفكر تلك الشخصية.. ففرعون كشخص عاش وانتهى لكن النسخ الفرعونية التي تحمل كل أو بعض أفعال فرعون تتكرر في كل عصر.
وإذا كانت "قريش" انتهت تاريخيًا كرمز مؤثر فالهدف من السورة موجود لم ينته، فالسورة تتحدث عني وعنك، طالما أن السلوك أو الفكرة التي تتحدث عنها السورة تتكرر سواء كان مع الإنسان وحده أومع المجتمع ومع بلد أو مدينة ما مهما اختلف التاريخ وتغيرت الجغرافيا، فالقرآن صالح ومصلح لكل زمان ومكان.
* الإيلاف من الألفة والتعود.. فالإيلاف؛ الشيء المتكرر، والمعنى اعْجَبوا لإلف قريش وأمنهم، واستقامة مصالحهم، وانتظام رحلتيهم للتجارة إلى اليمن والشام، ومع ذك تركوا عبادة الرب واقبلوا على عبادة الأصنام.. وقد يكون معنى الإيلاف أي تآلفهم وتجمعهم.. وسواء كان التعود على الرحلات أو التآلف الحاصل بينهم فهي نعمة.
* أقوال كثيرة في سبب تسميتهم بـ "قريش".. فقيل: سميت قريش من التقرش أي التكسب ولهذا سموا الدرهم قرشَا لأنه يكتسب، ومنهم من قال التقرش هو التجمع، وقيل سموا بذلك نسبة إلى سمك القرش فكما تخاف الأسماك من القرش فالقبائل تهاب قريشا خاصة بعد هزيمة إبرهة الحبشي.
علمتني سورة قريش..
* أن عيش الإنسان في اجتماع ووحدة سواء كان في أسرة أو مجتمع أو وطن نعمة تستحق الشكر، فالتفرق مذموم والتشتت ضياع.
* نعم الله لا تعد ولا تحصى ويجب علينا أن نواجهها بالشكر فبالشكر تدوم النعم. وقد قص الله علينا قصصًا لأفراد وأقوام لم يشكروا النعم فرحلت عنهم وحل عليهم العقاب.
* الأمن في الأوطان نعمة يجب أن يُحافظ عليه، فاختلال الأمن مصيبة تتعطل فيه التنمية وتصبح الأمور فوضى يأكل القوي فيها الضعيف.
* الأمن الغذائي ووفرة الطعام نعمة أخرى تستحق الشكر فالفقر عدو الإنسان، وأساس المشكلاتوسبب لإحداث الفوضى.
* عبادة الله هي الأس الذي من أجله خلقنا الله، فمن عبد الله فاز وأفلح ومن أعرض عن ذكره كانت معيشته ضنكًا.
* قفلة
قال أبو البندري غفر الله له:
ألف النعم والاعتياد عليها بحيث لم تعد تلفت انتباهك ونسيان شكرها مرض عليك بعلاجه.
ولكم تحياتي،،،