وتم الإعلان عن الشراكة خلال زيارة نادال للمملكة والتي شملت حضوره لحصص تدريبية شارك فيها مجموعة من الناشئين. وسيقوم النجم الإسباني بقضاء وقت مخصص في المملكة كل عام للمساعدة في تطوير الشباب ورفع مستوى الوعي برياضة التنس في المملكة. وتتضمن الشراكة إنشاء أكاديمية للتنس باسم رافا نادال حيث ستوفر الأكاديمية مرافق عالمية المستوى وأحدث أساليب التدريب لرعاية المواهب وستكون بمثابة مركز للتميز لمساعدة اللاعبين الطموحين على تحقيق أحلامهم في عالم التنس.
وفي حديثه عن دوره الجديد كسفير للاتحاد السعودي للتنس، قال نادال: "يمكنك أن ترى النمو والتقدم في كل مكان تنظر إليه في المملكة العربية السعودية، وأنا متحمس لأن أكون جزءًا من ذلك. مازلت أواصل لعب التنس لأنني أحب اللعبة. لكن بعيدًا عن اللعب، أريد مساعدة الرياضة في النمو على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، وفي السعودية هناك إمكانات حقيقية. الأطفال الموجودون هنا اليوم يتطلعون إلى المستقبل ولديهم شغف حقيقي بجميع الألعاب الرياضية. إذا كان بإمكاني مساعدتهم في حمل المضرب أو ببساطة الحصول على اللياقة البدنية والاستمتاع بفوائد الحياة الصحية، سأكون سعيدًا، لإحداث الفرق."
وأضاف نادال: الأكاديمية هي مشروع طويل الأمد مع التزام تجاه رياضة التنس والمملكة. وباعتباره مكانًا للتعلم، فإنه سيعمل على تسريع وتيرة أولئك الذين هم في رحلتهم الخاصة في رياضة التنس، ويمنح اللاعبين بيئة مثالية للتعلم وتنمية قدرتهم التنافسية. وأنا متحمس جدًا لما ستقدمه الأكاديمية ولإمكانياتها." ومن المقرر أن يقوم نادال وفريقه التدريبي بتطوير برنامج لإلهام الفرق الوطنية التي تمثل المملكة تحت مظلة اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية في البطولات الدولية.
تمرّ رياضة التنس في المملكة بمرحلة تحول كبيرة تماشيًا مع أهداف رؤية السعودية 2030، والتي من أبرزها رفع مستوى الوعي، وتعزيز الاهتمام بين الشباب السعودي المتحمسين للرياضة، وزيادة عدد الاستضافات في مختلف الألعاب والرياضات، وأن تصبح المملكة مقرًّا لكبرى تلك الأحداث الدولية. وسيدعم تواجد نادال الذي حقق حتى الآن 22 لقبًا فرديًا في بطولات الجراند سلام هذا التحول.
وزادت المشاركة الرياضية للرجال والنساء في المملكة العربية السعودية تحت إطار رؤية 2030 بنسبة 50٪، أي أكثر من ثلاثة أضعاف منذ عام 2015. كما تضاعف عدد الاتحادات الرياضية ثلاث مرات خلال هذه الفترة، ويعتبر الاتحاد السعودي للتنس مثالاً لهذا النمو.
وقام خلال عام 2023 ما يقدر بنحو 30 ألف طفل في المدارس باتخاذ خطواتهم الأولى في ممارسة رياضة التنس بفضل برنامج "التنس للجميع"، الذي يأتي بالشراكة بين الاتحاد السعودي للتنس واتحاد للرياضة للجميع، حيث شهد إدراج التنس في مناهج التربية البدنية في 90 مدرسة. وقد تم وضع الخطط المستقبلية لطرح البرنامج في 200 مدرسة في عام 2024 و400 مدرسة في عام 2025.
كما تضم المملكة اليوم 177 ناديًا للتنس، بزيادة 146% منذ عام 2019. وفي السنوات الأربع الماضية، وزاد عدد اللاعبين المسجلين بنسبة 46% ليصل إلى 2300 لاعب، وعدد اللاعبين تحت 14 عامًا بنسبة 100% (من 500 إلى أكثر من 1000). ويقيم الاتحاد السعودي للتنس 40 بطولة وطنية سنويًا بما في ذلك استضافة ثلاث بطولات للناشئين تحت مظلة الاتحاد الدولي للتنس في العام الماضي.
وأضافت رئيسة الاتحاد السعودي للتنس، أريج المطبقاني: “رافا نادال يُجسد كل القيم التي نعتز بها في البطل الحقيقي داخل وخارج الملعب. إنه ببساطة النموذج المثالي الذي يجب أن يتطلع إليه أولادنا وبناتنا الصغار، تفانيه في التدريب والتزامه بكل تسديدة والطريقة التي يقاتل بها من أجل كل نقطة هي قيم نأمل أن نغرسها في نجوم المستقبل. ليس فقط لتطويرهم كلاعبين، ولكن كأشخاص." وأضافت: "نادال يتجاوز رياضة التنس ويستمر في إلهام الأجيال حول العالم. وليس لدي شك بأنه سيمتلك نفس التأثير في المملكة. وسعداء جدًا بكونه سفيرًا للاتحاد السعودي للتنس."
في ظل رؤية السعودية 2030، والتحول الاجتماعي والاقتصادي المستمر في المملكة العربية السعودية، فقد أصبحت موطنًا لبعض أكبر الأحداث الرياضية العالمية. فمنذ عام 2018، نظمت المملكة أكثر من 85 حدثًا دوليًا رياضياً في مختلف الرياضات بما في ذلك كرة القدم والسيارات والتنس والفروسية والرياضات الإلكترونية والجولف، التي حضرها أكثر من 2.6 مليون من عشاق الرياضة. وتشير الإضافة الأخيرة، وهي نهائيات بطولة الجيل القادم لرابطة محترفي التنس، إلى نية المملكة في جعل التنس جزءًا رئيسيًا في روزنامتها الدولية وهي الأولى من بين العديد من بطولات التنس الاحترافية التي من المحتمل أن تقام في المملكة، وسيلتزم نادال بدعم الأحداث المستقبلية في دوره الجديد كسفير.
وأضافت المطبقاني: "نعم، نريد استضافة الأفضل في العالم لإلهام ومساعدة شبابنا على حب اللعبة. ولكن بالنظر إلى المستقبل، يومًا ما، نريد أيضًا اللعب جنبًا إلى جنب والتنافس ضد أفضل اللاعبين واللاعبات في العالم. نحن نعلم أن الطريق طويل أمامنا ولكننا نستثمر في أطفالنا ونلتزم على المدى الطويل. ونأمل بدعم نادال أن نواصل هذه الرحلة بشكل أسرع".