- ما لي خلق.
- سنذهب أنا وأمك وأخواتك، معنا؟
- ما لي خلق.
«ما لي خلق» عبارة نسمعها من بعض أبنائنا وبناتنا، وهي بحاجة لوقفة ومراجعة، فوراءها ما وراءها في كثير من الأحيان، خصوصاً وأن صاحب «ما لي خلق» عندما يسمع نفس الطلبات من الأصدقاء أو حتى أصعب، تختفي «ما لي خلق» وتظهر «أبشر» «قدامك.
ما الذي جعل الابن أو الابنة يبادر برد «ما لي خلق»؟
قد يكون السبب فيه هو أو فيها هي، ولذلك لابد من الدعاء له والحرص عليه والانتباه له، وقد كان من دعاء المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم «ثلاث دَعَوَات مستجابات لا شك فيهن: دعوة الوالد، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم».
وقد يكون السبب منا نحن، بالتساهل وترك كرة «ما لي خلق» تتدحرج وتكبر، بدون أي تدخل أو محاولة إصلاح، فتتطور لتتحول إلى ما هو أسوأ، وقد يكون بطريقة العرض الجافة، وقد يكون بأننا نحن بعيدون عن التواصل مع من نريده أن يتواصل معهم، أو لا ننقل له ولإخوانه عنهم إلا القبيح، فينشأ حاقداً مبغضاً، وبالتالي يكون «ما له خلق» في التواصل مع الحاسدين الحاقدين الذين يريدون الإضرار بوالده وعائلته، مهما حدث بين الكبار لا يجب أن يصل للصغار.
وقد يكون السبب ممن نريد أخذه إليهم، فاليوم بعض المجالس لم تعد جاذبة خصوصاً للشباب الذين وجدوا بدائل أخرى، فالمجالس أصبحت بين كبير صامت ومجموعة مشغولة بالجوالات، والبعض ليته يصمت بل ما إن يرى الشاب حتى يبدأ في موال الشماتة المأساوي بالجيل الحالي والبكاء على الجيل السابق، ولا يكاد الابن الزائر يجد حتى من يسأله عن وضعه، وبالتالي فسيكون الرد الطبيعي القادم: «ما لي خلق»، فمن الذي عنده خلق ليسخر منه؟!
يجب أن يقوم العقلاء بدورهم في مجالسنا وإلا ستصبح الخسارة خسائر وعلى الجميع.
مشكلة «ما لي خلق» مشكلة سهلة إذا عولجت في بداياتها، والابن على ما عوده أبوه، الأهم ألا نترك أبناءنا بعيدين عنا وعن مجالسنا مهما كانت التحديات، والأمر بأيدينا والمصلح رب العالمين.
@shlash2020