وتنذر لقاءات تلك المجموعة بالكثير من الإثارة والندية، لاسيما أنها الوحيدة من بين المجموعات الست في الدور الأول لأمم أفريقيا 2023، التي تشهد تواجد 3 منتخبات سبق لها الحصول على البطولة.
ويبحث منتخب المغرب عن لقبه الثاني في أمم أفريقيا، عقب تتويجه بالكأس عام 1976 بإثيوبيا، فيما نالت الكونغو الديمقراطية (زائير سابقا) البطولة عامي 1968 و1974 في إثيوبيا ومصر على الترتيب، وتوجت زامبيا ببطولتها الوحيدة في نسخة 2012 بالجابون وغينيا الاستوائية.
ويتجدد الموعد بين منتخبي المغرب وتنزانيا مرة أخرى، حينما يلتقيان على ملعب (لوران بوكو) بمدينة سان بيدرو، وذلك بعد أقل من شهرين على مواجهتهما في التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026 بالعاصمة التنزانية دار السلام.
وتغلب المنتخب المغربي 2 / صفر على مضيفه التنزاني في 21 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بالجولة الثانية في المجموعة الخامسة بالتصفيات، حيث أحرز حكيم زياش الهدف الأول لمنتخب (أسود الأطلس)، معوضا ركلة الجزاء، التي أهدرها زميله أشرف حكيمي في الدقيقة الثالثة من عمر اللقاء، فيما جاء الهدف الثاني عبر النيران الصديقة، عقب تسجيل باكاري موامنييتو، مدافع منتخب تنزانيا هدفا بالخطأ في شباك فريقه في الشوط الثاني.
وتضاعفت معاناة المنتخب التنزاني في المباراة، بعدما اضطر للعب بعشرة لاعبين عقب طرد لاعبه الشاب نوفاتوس ميروشي، ليظفر المنتخب المغربي بالنقاط الثلاث في النهاية.
ورغم أن مواجهة المنتخبين المغربي والتنزاني غدا هي الأولى بينهما في أمم أفريقيا، فقد سبق أن التقيا في أكثر من مباراة رسمية، حيث يحمل هذا اللقاء الرقم 6 بينهما.
وشهدت المواجهات الخمسة السابقة تفوقا كاسحا للمنتخب المغربي، الذي حقق 4 انتصارات، مقابل فوزا وحيدا لتنزانيا، وأحرز المغاربة 9 أهداف خلالها، فيما استقبلت شباكهم 5 أهداف.
ويبحث المنتخب المغربي، الذي بات أول فريق عربي وأفريقي يصعد للدور قبل النهائي في كأس العالم، عن تحقيق انتصار ضخم يبعث من خلاله رسالة شديدة اللهجة لمنافسيه عن قدومه بقوة للمنافسة على اللقب وإنهاء سوء الحظ الذي لازمه على مدار 48 عاما.
ويتسلح منتخب المغرب، الذي يحتل المركز الـ13 عالميا والأول أفريقيا في التصنيف الأخير للمنتخبات الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بكتيبة هائلة من المحترفين بالخارج سواء في أوروبا أو الوطن العربي، تحت قيادة مديره الفني الوطني وليد الركراكي، الذي توج هذا العام بجائزة أفضل مدير فني بأفريقيا لعام 2023، ضمن جوائز الاتحاد الأفريقي للعبة (كاف)، فيما يتواجد لاعبان فقط من دوري المحترفين المغربي.
ويأتي على رأس أولئك النجوم أشرف حكيمي، ظهير أيمن باريس سان جيرمان الفرنسي، ونايف أكرد، مدافع ويستهام يونايتد الإنجليزي، وسفيان امرابط، لاعب وسط مانشستر يونايتد الإنجليزي، ويوسف النصيري، مهاجم أشبيلية الإسباني، وحكيم زياش لاعب وسط جالطة سراي التركي.
ويتربع المنتخب المغربي، الفائز بجائزة أفضل منتخب أفريقي ضمن جوائز كاف العام الماضي، على صدارة قائمة أكثر منتخبات أمم أفريقيا 2023 قيمة تسويقية، حيث تصل قيمته إلى 40ر347 مليون يورو، وفقا لموقع (ترانسفير ماركت) العالمي، المتخصص في القيم التسويقية للاعبي كرة القدم في العالم.
من جانبه، يطمح منتخب تنزانيا، الذي يتولى قيادته المدير الفني الجزائري عادل عمروش، لتحقيق المفاجأة وحصد انتصاره الأول في البطولة القارية التي يشارك فيها للمرة الثالثة، بعد نسختي 1980 بنيجيريا و2019 في مصر.
وخلال مشاركتيه السابقتين بأمم أفريقيا، حقق منتخب تنزانيا، الذي يتواجد في المركز الـ121 عالميا والـ32 أفريقيا في تصنيف فيفا، تعادلا وحيدا، فيما تلقى 5 هزائم، وسجل لاعبوه 5 أهداف ومنيت شباكه بـ14 هدفا من منافسيه.
ويحلم المنتخب التنزاني، الذي تبلغ قيمته التسويقية 78ر6 مليون يورو فقط، باجتياز مرحلة المجموعات لأول مرة في المسابقة، غير أن مهمته لن تكون بالسهلة بطبيعة الحال، في ظل نقص خبرة لاعبيه.
وتضم قائمة منتخب تنزانيا، الملقب بـ(ملوك الطوائف) 27 لاعبا في البطولة، نصفهم يلعب في أندية الدوري التنزاني، أما النصف الآخر فيلعب بأندية متواضعة بأوروبا، فيما يعد علي ساماتا، مهاجم باوك سالونيك اليوناني، وسايمون مسوفا، نجم شبيبة القبائل الجزائري، أبرز لاعبيه في المسابقة.