@Ahmedkuwaiti
الابتكار هـو فرس الـرهان، والـذي نسعى عالميا إلـ ى أن نمتطي صهوته لنتمايز في سباق سوق المنافسة المحتدمة، فهو يعتبر من أبرز الموارد المعرفية، ويحظى بالاهتمام الأكبر لما له من تأثير إيجابي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
- بالأمس، رعى وشرف، صاحب الـسمو الملـكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز ، أمير المنطقة الشرقية «يحفظه الله» حفل ج ائ زة الابتكار السنوي الأول «ابتكر المستقبل» بجامعة الإمام عبدالـرحمن بن فيصل، لـتكريم المبتكرين المبدعين من أبناء الجامعة، فقد حققت قفزة مشرفة في عدد الابتكارات بلـغت ٤٢٨ ابتكاراً مسجلا و ٢٥٢ ممنوحا خلال سنوات قليلة من عمرها، لـتدخل الـسباق والمنافسة مع نظيراتها من جامعات المملكة.
فهذا الـقطاع يشهد تطوراً لافتا، خصوصاً في ظل رؤية 2030 والتي من أهدافها تنويع مصادر الاقتصاد الوطني، فقد شملـت عدة مبادرات وبرامج لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال والتحول نحو الاقتصاد المعرفي. فالمملـكة بفضل هـذه الجهود تقدمت 18 مركزا «من المرتبة 66 عام 2021 إلـى 48 من بين نتاج 132 دولة لعام» 2023 على مؤشر الابتكار العالمي للأمم المتحدة.
- هـذه الـقفزات والـتقدم كان لـلـجامعات في المملـكة دور محوري، فقد ساهمت وبشكل متفاوت فيما بينها في خلق بيئة محفزة وداعمة لتطوير جيل جديد م ن المبتكرين لمواجهة الـتحديات الصناعية والمجتمعية، فقد دأبت على دعم المشاريع المبتكرة من خلال تحفيز الـبحث الـعلـمي مالـيا ومعنويا وتعزيز ذلـك ببرامج دراسية ودورات متخصصة تركز علـى الإدارة الابتكارية، وعملت على تأسيس حاضنات ومسرعات أعمال وتوفير الموارد اللازمة لتطوير الأفكار الريادية، وكذلـك توفير مساحات عمل مشتركة لتشجيع الـتعاون بين الـطلاب والأساتذة. وكذلـك تنظيم مسابقات وفعاليات تروج للابتكار كالهااكاثونات. وتقديم استشارات قانونية لحماية الملـكية الـفكرية والمساهمة في تسجيل الـبراءات. وإشراك الـطلاب في مشاريع بحثية تطبيقية ومبادرات تعاونية مع مختلف الصناعات.
- من الـطبيعي أن يواجه قطاع الابتكار تحديات منها ضرورة وجود تعاونات دولـية ومحلية مشتركة لتقدم خبراء وممارسين متخصصين تدعم هذا المجال. وبما أن هـذه المفاهيم والممارسات جديدة في المملـكة، نحن بحاجة إلـى تطوير مناهج دراسية مخصصة في الـقطاع الـتعلـيمي لـتدريب
طلاب في مقتبل أعمارهم
استثمارا لـلـمستقبل، أيضا يعتبر الـتمويل والاستثمار، أحد التحديات الأهم؛ حيث إن عملـية الابتكار عملـية بعيدة الم دى، ولا تظهر نتائجها إلا بعد فترات طويلة، لذلك توجد هناك صعوبة في التبني ماليا لـهذه الإب داع ات. أضف إلـى ذلك الحاجة إلى التنسيق فيما يخص تطبيق الابتكارات على مختلف القطاعات بما يضمن تنفيذاً متوازنا يحقق أهدافه، ضمانا لمخرجات متوازنة تحقق أهداف الرؤية المباركة.
- خلاصة الـقول، الامتنان كله لمبتكري المستقبل وقيادات الجامعات، وكلـي أمل لتضافر الجهود ووضع الحلـول للتغلب علـى تحديات قطاع الابتكار وتحسين سير الـنمو، ومباشرة الـدعم الـلامحدود من هـيئة تنمية الـبحث والـتطوير والابتكار، وعلـى أن تعمل مع الجامعات جنبا إلـى جنب لمواجهة الـتحديات وتذلـيلـها والـتعرف علـى واقعها وطبيعة ممارساته، وتوحيد الجهود لـلـخروج بأفضل المخرجات المرجوة، تحقيقا لهدف أن تكون المملـكة ضمن أفضل 10 دول في مؤشر الابتكار الـعالمي في المستقبل القريب.
جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل