- الفئة التي أصبحت المادة المفضلة لبرامج التواصل الاجتماعي هو عمل لقاءات مع المحرومين والمعوزين والفقراء، الذين تزدحم بهم المدن العربية هنا، وهناك، وكل المهارات المطلوبة لمن يقدمون هذه البرامج الكاشفة لخصوصيات الناس مذيع، أو مذيعة يحمل رزم من المبالغ المادية التي هي في الحقيقة ليست كثيرة لكنها في الغالب أكبر من حلم واحتياج الفقير، أو المعوز الذي يصطادونه بعناية في زقاق، أو في طابور أحد المخابز.
الضحايا من المعوزين لا يحتاجون لمهارة كبيرة لاصطيادهم، واشراكهم في اللقاءات المصورة الحزينة حيث أغلبهم كبار في السن وتقريباً أغلب من يظهرون تجاوزوا الستين، ثم هناك ميزة مهمة لهولاء الضيوف الضحايا هي عبارة عن ملاحظة تردي الزي، أو اللباس الذي يرتدونه، وهناك ميزة أخرى مهمة وهي صعوبة الحركة، ثم تبدأ الحفلة بالترحيب بالضيف وسؤاله إن كان يرغب بالمشاركة في مسابقة قد تؤهله لكسب كثير من المال، بعض من تم اللقاء بهم اعتذروا لانهم لا يجيدون القراءة، والكتابة، فسهل لهم المذيع الأمر وقال لهم: أن المسابقة لا تحتاج إلى شخص يقرأ ويكتب، وبعد أن يستجيب الضيف المريض، أو المشلول، والعاجز، يطرح عليه المذيع السؤال الذي يكون في الغالب عن اسم شيئ مما يرتديه الضيف، كأن يقول المذيع للضيف: الشيئ الذي تضعه على عينيك ويساعدك على رؤية الأشياء من حولك. ما اسمه؟ هنا يكون الضيف قد أجاب على السؤال الأول، وبالتالي حصل على مبلغ ليس بكبير ولكنه بالنسبة للضيف قد يكون كبير، وكبير جداً.
- الاستغلال العاطفي يبدأ عندما يعرف الضيف قيمة الجائزة، و تبدأ دموعه تنهار، دون أن نعرف كمشاهدين هل هو تمثيل أم ردة فعل طبيعية، وأنا لست ضد هذه المواد التي تغزو وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن مشاعر المحتاجين لايجب في رأينا أن تكون رخيصة بهذه الدرجة، الشيئ الآخر إذا كان هناك تبرع بهذه المبالغ لماذا لا تكون في مشاريع صغيرة لخدمة كل ضعيف، ومحتاج، مثل نقل مجاني أو برسوم بسيطة، أو توفير أدوية، لكن من المعيب استمرار ابتزاز المعوزين.
@salemalyami