وكانت أولاً متزوجة بعتيق بن عائذ المخزومي، فمات عنها، فتزوجها أبو هالة التيمي، فمات عنها أيضاً بعد أن ترك له منها ولداً، ثم حرص على زواجها كبار رؤساء قريش فأبت حتى رغبت في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتزوجت به فسعدت به سعادة يغبطها عليها الأولون والآخرون، وهي أول أزواجه صلى الله عليه وآله وسلم لم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت.
لقد كانت مبادرة خديجة رضوان الله عليها فاتحة خير عليها وعلى العالم أجمع، فمن خلال هذه المبادرة حصل أعظم زواج وتأسس البيت الذي انطلقت منه أنوار النبوة، وقد كانت خطبة خديجة رضوان الله عليها.
ولذلك لا أدري لماذا يضيع بعض الآباء الفرص عليهم وعلى بناتهم بتجاهل الشباب الصالحين، وعدم الحرص على استقطابهم أزواجاً لبناتهم وأبناء لهم، ولا يلزم أن يكون العرض تصريحاً فقد يكون تلميحاً، ولكن الأهم أن يكون البحث عن الزوج الصالح للابنةهدف من الأهداف، ولا يعرف أهمية ذلك إلا من كبرت ابنته خصوصاً مع قلة المناسبات الاجتماعية وبعد البنات عنها في كثير من الأحيان.
لقد قيل: اخطب لابنتك قبل أن تخطب لابنك، وقبل خديجة خطب شعيب موسى كليم الله عليهما السلام، وبعدهم خطب عمر بن الخطاب لحفصة، وتظل سنة جارية وهدفاً أبوياً نبيلاً يشعر بأهميته العقلاء.
@shlash2020