- السؤال المهم، هل يمكن أن يكون الوئام المجتمعي وزيادة الوعي الجمعي الركيزتين الأساسيتين لبناء مجتمع مزدهر ومتقدم ومتصالح ؟ وهل التخلص من تبعات الأحداث التاريخية يزيد من إيقاع تقدم الشعوب نحو مستقبل أفضل؟ وهل نحتاج إلى مكاشفة مسؤولة مع محيطنا لإخبارهم أننا لم نعد نصلح للحوارات السطحية أو المعارك الجانبية أو الانشغال بالملفات العالقة بسبب تعنت أصحابها وترفعهم العبثي على الحلول الممكنة والواقعية..؟ وهل يمكن للسلام أن يولد على يد المترددين والضعفاء..؟ من رحم الأسئلة أعلاه ولد لدي اعتقاد راسخ مفاده أن أهم ما يميز التفكير الجمعي للمجتمع السعودي حرصهم على زرع الوئام المجتمعي وتنميته ورعايته شعبيا وحكوميا.
- الوئام المجتمعي يبني جسوراً من التفاهم والتعاون والاهتمام والتكامل للوصول إلى التقدم والريادة، وبالمشهد السعودي نشاهد إصراراً كبيرا على تنمية الوعي الجمعي للمجتمع وتنمية روح المسؤولية والتفاني في البناء والعمل مما انعكس على الأفراد والمجتمع لتحقيق التغيير المنشود المنبثق من أهداف الرؤية المباركة وما تحمله من مقومات غير مسبوقة للنهوض الاقتصادي والفكري بمكانة السعودية والعالم العربي والإسلامي، مما يزيد من فرص الابتكار والنمو الشخصي وتعزيز القدرة على فهم التحديات والاستعداد لمرحلة قفزة اقتصادية وعلميّة مع المحافظة على الموروث الثقافي السعودي الغزير الذي أصبح أحد أهم مقومات التقدم والنهوض.
- السعوديون يفهمون جيداً قواعد التغير الإيجابي، لهذا يعملون على تعزيز الوئام المجتمعي بترسيخ قنوات التواصل والتفاهم من خلال تشجيع فضاءات للحوار المفتوح والتواصل الفعّال بين أفراد المجتمع، سواء عبر المجالس الشعبية أو التجمعات الثقافية والاقتصادية أو عبر مشاركتهم المسؤولة في مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة عصرية لتكامل الأفكار وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي تحاول غربان الشر إلصاقها بالسعوديين ظلما وعدوانا، دون إغفال الدور التسويقي الملهم للمنجزات الوطنية السعودية، وهذا يعزز الفهم المتبادل مع باقي دول العالم ويقلل من الانقسامات الثقافية التي يتغذى عليها شياطين الشقاق والنفاق، كما أن توفير فرص تعليمية عالية الجودة وبرامج توعية وتطويرية تواكب العلوم والمعارف ساهم في تسليط الضوء على القيم السعودية المشتركة وعزز التسامح والاحترام وساهم بتقارب المخرجات الفكرية لشعب متقدم مثل الشعب السعودي مع بعض دول الإقليم.
- السعوديون لا ينافسون أحداً، السعوديون ينافسون أنفسهم وهذه حقيقة يجب أن يفهمها الجميع ، شخصياً اعتبر تعزيز الشعور بالمسؤولية تجاه تطوير المجتمع وتنامي مكتسباته وتعزيز العدالة والمساواة في الوصول إلى الخدمات والفرص، وتعزيز روح التعاون والعمل الجماعي في مختلف المجالات لتحقيق أهداف مشتركة يقلل من الانقسامات وهذا ما نراه متجذرا في المجتمع السعودي ونتلمس غيابه الفعال في بعض شعوب المنطقة مع الأسف، ولطالما آمنت بأن إشاعة مفهوم الاستثمار في الفرص المرحلية يساعد في بناء أسس قوية للمستقبل ويعزز الاستدامة والتنمية الاقتصادية كما أن الوئام يُحدث تغييراً إيجابياً في نسيج المجتمع ،وينشر ثقافة الاحترام والتسامح ، ويبني مجتمعاً متجانساً ومتكافلاً.
- ختاما لا بد لنا أن ندرك أهمية بناء جسور الوئام وتعزيز الوعي الجماعي كخطوتين حاسمتين نحو مستقبل مزدهر، كما أن إغلاق أبواب خلافات التاريخ والتركيز على تحديات المستقبل هي كلمة سر الازدهار والتقدم في المجتمعات المتطورة ، ولعل نهضة أوروبا مثال واضح بعد قرون من التناحر.